رنا العشرينية ضحية جديدة لما يسمى جرائم الشرف

انضمت رنا إلى 14 ضحيّة جرائم العنف والكراهيّة ضدّ النساء منذ بداية العام الحاليّ
انضمت رنا إلى 14 ضحيّة جرائم العنف والكراهيّة ضدّ النساء منذ بداية العام الحاليّ


منذ الأمس، ضجّت وسائل التّواصل الاجتماعيّ بخبر "العثور على جثة فتاة عشرينيّة في خراج بلدة طاريا – بعلبك" مع صورةٍ للجثّة، من دون أي معلوماتٍ إضافيّة عن الفتاة، أو ملابسات الحادث أو الجريمة، التّي تركت جثتها مرمية في سهلٍ ناءٍ بهذه الطريقة. وبالرغم من أن أخبار القتل والجريمة بات مكرّرةً ونمطيّة في منطقة تعيش التّوتر الأمنيّ المُزمن، كالبقاع الشماليّ، إلا أنه يحمل رمزيةً بالغة الأثر، وخصوصًا أن الجريمة التّي تبين لاحقًا أنّها تحت ذريعة "الشرف" قد تزامنت مع انطلاقة فاعليات الحملة الدوليّة لمناهضة العنف ضدّ المرأة، والتّي تخلف لبنان الرسميّ عن مواكبتها، على اعتبار أن لبنان قد أدّى دوره في حماية نسوته من العنف، قانونيًّا واجتماعيًّا.


ملابسات الحادث

أما في التّفاصيل، فقد أفادت مصادر أمنيّة لـ"المدن"، أن الجثة التّي وُجدت مصابةً بعدّة طلقات ناريّة من بندقيّة صيد، على تخوم بلدة طاريا وفي سهل بلدة حوش باي – قضاء بعلبك تحديدًا، أُلقيت في زاويةٍ نائيّة منه، هي الشابة العشرينيّة رنا الخطيب (مواليد عام 1998) من محلة كفر زبد – قضاء زحلة، مُتأهلة ولا أطفال لديها. وقد وجد الجثّة، أحد السكّان المحليين، خلال مروره بالمنطقة. ليقوم فورًا بالاتصال بالأجهزة الأمنيّة التّي حضرت مع الأدلة الجنائيّة والطبيب الشرعيّ الدكتور علي سلمان، الذي عاين الجثة التّي نُقلت لاحقًا إلى المشفى الحكوميّ في بعلبك.

وقد تبين لاحقاً أن مُطلق النار هو زوجها من آل نصر الدين، وقد أكدّت مصادر مُقربة منه أنه يمتهن الصيد، وجرى توقيفه بعد إتمام الإجراءات في المشفى، من قبل القوى الأمنيّة بشبهة القتل المُتعمد للتحقيق معه. أما النيّة الجرميّة كانت تحت ذريعة "الشرف" والخيانة. فيما أشار المصدر الأمنيّ الذي تابعت معه "المدن" مجريات الجريمة، أن الزوج قد أقدم على قتل زوجته عمدًا وتركها مدماة وتنازع في موقع الجريمة، محاولًا التّواري عن الأنظار. إلا أن المصدر رفض التّصريح عن معلومات إضافيّة حتّى لحظة كتابة هذا التّقرير، بانتظار النتائج الأخيرة للتحقيق مع المشتبه به وملابسات الجريمة.

وقد حاولت "المدن" التّواصل مع أهل الضحيّة، وكذلك مع الطبيب الشرعيّ الذي عاينها من دون الحصول على أي ردّ.


جريمة مرّوعة

والجريمة التّي راحت ضحيتها الشابة العشرينيّة رنا الخطيب، التّي انضمت للأربعة عشرة ضحيّة جرائم العنف والكراهيّة ضدّ النساء منذ بداية العام الحاليّ، هي دليل عينيّ وحسيّ على استمرار النزعة الأبويّة – الاجتماعيّة في الإطباق على حياة النّسوة في لبنان، وارتهانها قسرًا بالوصايّة هذه التّي جعلت قتلهن مُبرّرًا تحت ذرائع أقلّ ما يُقال عنها بالرجعيّة والواهيّة.

تعليقات: