«صوت بيروت» كَتَمه الفساد والهدر المالي | بهاء وجيري: انتهى المشوار!

لم يُعرف ما إذا كان ماهر سيبقى مستشاراً إعلامياً للحريري
لم يُعرف ما إذا كان ماهر سيبقى مستشاراً إعلامياً للحريري


كان عمر منصة «صوت بيروت إنترناشونال» (SBI) قصيراً. بعد مرور قرابة خمس سنوات على إطلاقها قبل تظاهرات خريف 2019 في لبنان، تستعدّ المنصة التي تبث محتواها على السوشال ميديا، لإغلاق أبوابها في الأسابيع القليلة المقبلة، بسبب مشكلات اقتصادية تتعلق بقضايا فساد وهدر مالي.عبر رسالة هاتفية على مجموعات تطبيق «واتساب» لـ SBI التي يديرها بهاء الحريري ومستشاره جيري ماهر، تبلّغ الموظّفون، يوم الجمعة الماضي، قرار إقفالها في نهاية شهر كانون الأوّل (ديسمبر) الحالي. في رسالة قصيرة ومن دون أيّ إنذار مسبق، قال ماهر: «الأصدقاء الأعزاء، بعد سنوات من العمل معاً في «صوت بيروت إنترناشونال» تصل هذه الرحلة إلى نهايتها. اعتباراً من اليوم الأخير من هذه السنة، سيتوقف عمل فريق المراسلين والبرامج في المنصة. نعتذر إذا كنّا قصّرنا في يوم من الأيام، وشكراً لكم على كل الجهود التي بذلتموها معنا. آخر ديسمبر سيكون آخر شهر عمل بيننا».

هكذا، بطريقة تستخفّ بالموظفين الذين يبلغ عددهم قرابة 30 شخصاً موزّعين بين تقنيين وإعلاميين لبنانيين، أعلنت الإدارة عن انتهاء المشروع. وجد العاملون أنفسهم من دون عمل، لأسباب لم توضحها الإدارة التي لم تعلمهم أيضاً بالخطوات المستقبلية المتعلّقة بحقوقهم وتعويضاتهم المالية. علماً أنّه في ذمة SBI قرابة شهر ونصف الشهر من الرواتب المتأخّرة للموظفين. قرار إغلاق المنصة ليس مستغرباً، فمنذ عام، تنتشر أخبار عن مشكلات بين ماهر والحريري، لكن في كل مرّة، كان الأوّل يصدر بيانات يكذّب فيها ما يتردّد مؤكداً على استمرار العمل. مع العلم أنّ ماهر يواجه دعاوى قضائية تتعلق بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي وهو ممنوع من زيارة لبنان (الأخبار 22/9/2023).

ويتردّد في الكواليس الإعلامية أنّ أسباب فضّ الشراكة تعود إلى تصاعد الخلاف بين بهاء وجيري، ووصولها إلى طريق مسدود.

وتلفت معلوماتنا إلى أنّ القائمين على SBI التي اعتمدت سياستها التحريرية على بثّ الفتن والتحريض ومهاجمة الأطراف السياسية الداعمة للمقاومة، منعوا الموظفين من الحديث إلى الإعلام عن الموضوع، تخوّفاً من انتشار خبر توقّف المنصة. علماً أنّه يتردّد أنّ ماهر يريد الاحتفاظ بموقع «صوت بيروت إنترناشونال» الإلكتروني فقط، على أن يغلق باقي المنصات على السوشال ميديا، في محاولة للبقاء على الساحة الإعلامية بعيداً عن الحريري.

في المقابل، تشير المصادر إلى أنّ الموظفين ينتظرون قرارات الإدارة حول كيفية تعاطيها مع الإقفال، على أن يحدّدوا لاحقاً ما إذا كانوا سيلجؤون إلى القضاء أم سيتوصّلون إلى قرار مع الإدارة يُرضي الجميع. وتوضح المعلومات أنّ الخلاف في المنصة تأزّم بين الحريري وماهر فوصلت الشراكة إلى نهايتها، من دون أن يُعرف ما إذا كان جيري سيتابع عمله كمستشار للحريري أم أنّ الشراكة ستُفضّ نهائياً على الأصعدة الإعلامية والسياسية كافة. مع العلم أنّه في المدة الأخيرة، خرجت الكثير من الأخبار التي تتحدّث عن فساد مالي وهدر أموال طوال عمر «صوت بيروت إنترناشونال» التي كلّفت ملايين الدولارات، وتنتج برامج مكرورة لم تحقّق نسب مشاهدة. ورغم تعاقدها مع قناتي lbci وmtv لناحية الإنتاج التلفزيوني، لكن ذلك لم يرفع من حضور المنصة في المشهد الإعلامي. وتتحدّث المصادر عن اجتماع نهائي قد يُعقد في الساعات القليلة المقبلة بين الحريري وماهر، تقدّم الخبر اليقين حول عملهما معاً.

يُذكر أنّه مع قرار إغلاق SBI، تودّع الساحة اللبنانية آخر وجود إعلاميّ للحريرية، بعدما قرّر رئيس الوزراء السابق سعد الحريري في عام 2019 إغلاق «تلفزيون المستقبل» الذي أسّسه والد الراحل رفيق الحريري في تسعينيات القرن الماضي، وشكّل علامة فارقة في المشهد الإعلامي المحلّي والعربي.

تعليقات: