قوات الاحتلال تتقدم ببطء في خانيونس:الأسرى مروا من هنا


أفادت مصادر ميدانية فلسطينية "المدن"، بأن التوغل البري الذي تنفذه قوات الاحتلال في منطقة خانيونس جنوبي قطاع غزة يسير ببطء شديد، وهو أمر أكدته وسائل إعلام عبرية أيضاً.

وأشارت المصادر إلى أن القوات المتوغلة وصلت إلى مسجد الظلال في منطقة بني سهيلا شرقي خانيونس، وهو المكان الذي سلمت كتائب القسام فيه، إحدى دفعات المحتجزين الإسرائيليين بالقرب منه خلال فترة الهدنة الإنسانية المؤقتة.


عمليات عسكرية..n واستخبارية

ووفق المصادر، تحرص قوات الاحتلال على سير التوغل ببطء ليس بسبب المقاومة التي تواجهها فحسب؛ لكن يقف أيضاً وراء هذا البطء عمليات عسكرية واستخباراتية يريد الاحتلال أن يُنجزها ب"دقة" في شرقي خانيونس.

وقالت مصادر فصائلية فلسطينية ل"المدن"، إن قوات الاحتلال تركز في هذه المرحلة البرية على إجراء عمليات حفر مستمرة وكبيرة للبحث عن أنفاق أو دلائل، علّها تمكنها من الوصول إلى معلومات عن الأسرى الإسرائيليين وأماكن وجودهم في القطاع.

كما يحاول الاحتلال عبر طريقة توغل "خاصة" في خانيونس أن يُعطي انطباعاً بأنه حقق "إنجازاً ونصراً" من خلال تطويقه المدينة واقترابه من محيط منزل بيت قائد حماس في القطاع يحيى السنوار.

ويقع منزل السنوار على أطراف خانيونس، وليس في عمق المنطقة السكنية، وتروج إسرائيل لمحاصرة المنزل واقتحامه المرتقب في سياق محاولتها استغلال الأمر ك"صورة نصر رمزية".


تدمير أنفاق

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر عسكرية مفادها أن (الفرقة 98) للقوات الخاصة في الجيش الإسرائيلي تشارك بالقتال في خانيونس، مدعية أنها منذ بدء أنشطتها في المنطقة الواقعة جنوبي القطاع قد تمكنت من "قتل عدد كبير من مقاتلي القسام، ودمرت 30 فتحة نفق، وعثرت على مخزن أسلحة قتالية داخل مسجد".

واللافت أن عدد الدبابات الإسرائيلية المتوغلة في شرقي خانيونس أقل بكثير من عدد الدبابات التي اجتاحت براً منطقة شمالي القطاع، بحسب تأكيد مصادر ميدانية ل"المدن".

ويثير العدد القليل للدبابات المتوغلة في جنوب القطاع تساؤلات بشأن نوايا الاحتلال الحقيقية في ما يتعلق باجتياح عمق مدينة خانيونس والمناطق السكنية، أم أن مهمته تقتصر على عمليات في الأطراف الواقعة شرقيها، اعتقاداً منه أن "كلمة السر" الخاصة بالأسرى قد تكون موجودة فيها.


أهمية خانيونس

وتعتقد مستويات عسكرية إسرائيلية أن المنطقة الشرقية لخانيونس شهدت مرور عدد كبير من الجنود والمدنيين الأسرى، خصوصاً أن عدداً من المحتجزين أبلغوا الأمن الإسرائيلي فور إطلاق سراحهم بموجب اتفاق الهدنة، بأنهم دخلوا أثناء أسرهم عبر مناطق واقعة في شرقي خانيونس، ثم ساروا في أنفاق تحت الأرض لمسافات طويلة.

ويبدو أن هذه المعطيات بمثابة دافع لقوات الاحتلال كي تبحث عن أي معلومات ومؤشرات تقود إلى أماكن وجود أسراه، بجانب اعتباره منطقة شرقي خانيونس بمثابة "خط القتال المتقدم" للمدينة المُستهدفة.

وقال مراسلون عسكريون في وسائل إعلام عبرية إن الجيش بإمكانه اقتحام خانيونس في أية لحظة، لكن التوغل البطيء يضمن تقليل حجم الخسائر في صفوفه، إضافة إلى اعتماده على مبدأ "الكرة المتدحرجة"، وتحقيق إنجازات عملياتية في المنطقة التي يتوغل فيها الآن، قبل مواصلته التقدم إلى عمق خانيونس.

وأفادت مصادر "المدن" بأنّ محور التوغل في خانيونس وأيضا محوري الشجاعية والشيخ رضوان في مدينة غزة تُعد محاور ثلاثة تناور بها إسرائيل وتواجه فيها مقاومة ضارية، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف قواتها.

وقدرت مستويات عسكرية إسرائيلية بأن ينجز الجيش مهمته في شمال قطاع غزة في غضون أيام، بينما ذكر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن الولايات المتحدة منحت إسرائيل فرصة لإنجاز عملية خانيونس خلال فترة تصل إلى شهر ونصف الشهر كحد أقصى.

تعليقات: