اليوم تعمل ببطء افضل من اقفالها وهي حددت مواعيد لخدماتها بعد ان تم الرأي على دفع المواطن بدلات مالية اضافة الى الرسوم المترتبة عليه بحيث بات المواطن يخشى ان تتمدد هذه البدلات المالية الى بقية الادارات والمؤسسات في القطاع العام وما مرسوم بدل الانتاجية للموظفين الا الطريقة الجديدة لتامين العمل في القطاع العام.
منذ اللحظة الاولى التي دخل فيها لبنان مرحلة الخطر الأمني والسياسي والاقتصادي، تزامنًا مع ثورة 17 تشرين 2019، وحركة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لا تبشّر بالخير، لا سيّما وضع النافعة المشؤوم.
وما حصل في الفترة الأخيرة من فسادٍ واضراباتٍ، ليس سوى القليل ممّا يعيشه الشعب اللبناني من معاناةٍ. فأين الدولة من كل ما يحصل في النافعة؟ وهل من حلحلة على المستوى القريب؟
في حديثٍ خاصٍ للديار، يؤكد معقّب معاملات سابق في النافعة الياس، أنّ النّافعة أغلقت أبوابها تدريجيًا، منذ ثورة 17 تشرين عام 2019، بسبب غلاء مادّة المازوت. وقال إنّ العمل لم يكن جاريًا بشكلٍ تامٍ، بل كان الموظفون يداومون مرتين أسبوعيًا.
وبعد أن نفدت مادّة المازوت، كانت المكاتب تفتح فقط في حال تأمين كهرباء الدّولة، لأننا للأسف في دولةٍ لا كهرباء فيها. وبعد تراكم المشاكل هذه، قمنا بإقفال مكاتبنا بشكلٍ كليٍ.
محاربة الفساد
المرحلة الثانية اختصرها الياس بـ "محاربة الفساد". وهذه المرحلة لم تكن سهلةً قط، لأنها كانت كفيلة، على حدّ قوله، بإغلاق الأبواب لفترةٍ طويلةٍ. وسجن جميع الفاسدين حتّى الساعة.
ومن دون موظّفين، من سيقوم بالعمل؟ من سيداوم في النافعة وكيف سيتم العمل بطريقة اعتيادية؟
لم يعد الفساد والإهمال غريبين على الادارات والمؤسسات العامة، في ظل الاهمال الكبير الذي تعانيه هذه الادارات، خصوصًا تلك التي تتعاطى بشؤون المواطنين.
خلال جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية، تعاظم دور السماسرة والكارتيلات الذين أصبحوا يستفيدون أكثر ويتحكمون بما يجري في ظل إهمال الدولة. وعلى الرغم من ذلك، كانت النافعة، الأكثر نشاطًا خلال الفترة الماضية إن كان لناحية تسجيل السيارات قبل بدء العمل بالدولار الجمركي الجديد أو الحصول على رخص القيادة وتجديدها قبل ارتفاع كلفتها.
بعد معاقبة المسيئين والفاسدين، أعلنت هيئة إدارة السير والآليات والمركبات في بيانٍ، عن توقف معاملات تسجيل السيارات كافة لمدّة 3 أسابيع على التوالي بسبب نفاد رخص السير. وأقفلت دائرة التسجيل كُليًا في الدكوانة الى جانب توقف جميع أعمال التسجيل في كل أقسام مصلحة تسجيل السيارات وفروعها في بقية المناطق، وتم توقيف الكشف الميكانيكي على الآليات أيضًا.
الياس أكّد أنّ النافعة استنزفت جميع موظّفيها لأنّهم شاركوا في الفساد، وهذا الخلل ولّد ما نحن عليه اليوم "الإغلاق التام"
يشير مصدر في أحد فروع المصلحة، إلى أنّ النافعة لا توحي بأنها مؤسسة في الأساس. النفايات مكدّسة منذ أشهر، والحمامات مقفلة، ولا كهرباء ولا مياه فيها. وليس هناك من ينظفها فضلًا عن الفوضى العارمة هناك.
ويقول إنّ أبسط الأمور مثل الأقلام والدفاتر والأوراق غير موجودة الآن، ولا الحبر ولا المازوت ولا أيّ شيٍ كأنها "خربة".
ويضيف: لا توجد رخص قيادة، واذا أردت القيام بمعاملة من أجل الحصول على رخصة قيادة فلن تجدها سوى (بالقطارة) أو إذا كان حظّك رائعا.
ويعتبر أنّ ما حسّن قليلًا العمل في الفترة هذه، كان تدخّل قوى الأمن الداخلي والعمل فيها. ولكن، بعد فترةٍ قصيرةٍ، أعيد إغلاق أبواب النافعة مجدًدا.
طلب تسجيل السيارات الأونلاين
أطلق وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي في الفترة الأخيرة، منصة هيئة إدارة السير والآليات والمركبات، مصلحة تسجيل السيارات والآليات – الدكوانة، لتنظيم عمل تسجيل السيارات.
وشدد مولوي على ضرورة حجز موعد من قبل المواطنين قبل الحضور الى مركز النافعة في الدكوانة عبر الموقع الالكتروني tmo.gov.lb. فكيف تعمل هذه المنصّة؟
يؤكّد أحد موظّفي النافعة، أنّه على المواطن تحميل المعلومات المطلوبة منه عبر المنصّة وانتظار "الفرج" لأنّ المنصّة لا تعمل بطريقة سريعة نسبةً لكمية الضغط والطلب الهائل عليها.
ويقول: نسجّل حوالى الـ 75 سيارة فقط يوميًا، لكنّه أفضل من العدم. وبعض المواطنين يسجلون على المنصة في الليل، علّ الانترنت تكون أسرع أو ربّما الوضع يكون أفضل.
وعن سؤال متى وكيف يمكن للنافعة العمل مجددًا؟ أجاب: إن لم تتحرّك الدّولة لحلحلة مشكلة النافعة، لن نعود إلى عملنا كما كنّا عليه في السابق، والشرط الأساسي لعودة النافعة إلى الواجهة، هو من خلال استعادة موظّفيها فقط.
تعليقات: