رئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط خلال الحوار مع النهار
-
محاطاً بالكتب وكلبته "تويغي" ومنغمساً في قراءات ومتابعات الإقليم والعالم، يمضي #وليد جنبلاط في مراقبة خطوط النار الممتدة من غزة الى #جنوب لبنان، من دون إغفال الخطر المحدق بالضفة الغربية. قراءته للحدث منذ 7 تشرين الاول كانت مختلفة وصادمة للبعض. وصل الأمر حدّ أن يطلب منه سفراء غربيون إزالة التغريدة التي أشاد فيها بعملية "حماس"، علماً أنه يجاهر بتأييده للمقاتل الفلسطيني المنخرط في عملية تحرر وطني بغض النظر عن انتمائه. رأى جنبلاط حرباً مختلفة عن سياقات الحروب العربية الاسرائيلية التي خيضت منذ العام 1948. وهو يكب اليوم على قراءة العهد القديم للتمعن في أبعاد الحرب الدينية، كما أخبرنا.
أما على جبهة لبنان، فالخطر قائم مع أي خطأ قد يزعزع قواعد اللعبة القائمة الآن. وهذه الوقائع تفرض النفاد من الفراغ العسكري، الى التمديد الذي وإن تعذّر، سيحضر حل رئيس الأركان للضرورة، فينوب عن قائد جيش انتهت خدمته، أو آخر لم يعيّن.
التقت "النهار" أمس جنبلاط في دارته بكليمنصو، وصودف الموعد في ذكرى مشؤومة. ذكرى اغتيال جبران تويني، "أتذكر جبران في 14 آذار، أتذكر قسم جبران، حاولنا معه ومشينا في هذه الطريق الصعبة، والتي مشى فيها الشهيد الكبير رفيق الحريري، ذهبنا الى العدالة الدولية، ولم تعط نتيجة أو أعطت بعض النتائج... نعم الطريق في الشرق صعبة، وحين تقارنين الأمر مع ما يجري في غزة والضفة تفهمين لماذا الطريق صعب ودام".
*نسأل وليد جنبلاط عن تغريدته في "7 أكتوبر" وعن الأثمان التي دفعها نتيجة هذا الموقف. يجيب: "مواقف استنكار سخيفة لأنني أيّدت الشعب الفلسطيني، هذا شأن جزء من الشعب الفلسطيني إذا كان مؤيداً لحماس أو الأخوان المسلمين... أعرف أن العالم العربي يكره الاخوان المسلمين، ولكن هناك من نسي بأن حماس قبل أن تكون حماس فهي جزء من الشعب، هناك سفراء "تفلسفوا" وطلبوا مني أن أسحب تغريدة 7 أكتوبر ولم أقبل. هناك فلسطيني في غزة المحتلة من 56 سنة يتطلع الى أرضه، وبالنسبة الى 50 أو 40 بالمئة من أهل غزة فهم مهجرون من فلسطين 48. وما يسمونه الكيبوتزات هي مواقع عسكرية... وهم يقومون بحفلات رقص فيها".
*وهل تعتبر أن حماس هي من نسيج الشعب الفلسطيني؟ وما واقعية هدف الحرب الاسرائيلية بإنهائها؟
-لا يمكن تدمير حماس... ستبقى حماس، وإن غابت ستولد حركة شبيهة بحماس. التعاطف الدولي مع اسرائيل ربما ينجح بإخلاء غزة من غالبية سكانها. قالوا للشعب الفلسطيني اذهب الى الجنوب، فذهب الناس الى خان يونس التي تضرب الآن، فالى أين يذهبون؟ الى رفح هذه البوابة اللعينة التي لست أدري من يأمر بفتحها واغلاقها...".
*ومتى تنتهي الحرب وكيف؟
هذه حرب غير محدودة. هي جزء من مخطط التهجير وقد يحصل تهجير آخر من الضفة.
الحرب مفتوحة الى أشهر ربما. يقولون أن الرأي العام الغربي يتغيّر، ونرى المظاهرات في دول غربية لكنها لا تؤثر على القرار السياسي في الغرب. لديهم شيء من الحرية والديموقراطية ربما، ونسأل أين هي المظاهرات في العالم العربي.
*على جبهة الجنوب، ما هي النتائج العسكرية التي تجعل الاسرائيلي يفترض أن بامكانه تغيير واقع وجود "حزب الله" جنوب الليطاني؟
لا شيء يمنع الاسرائيليين من توريط الأميركيين، فهناك غرفة عمليات مشتركة. وأي خطأ وأي صاروخ يعتبر مخالفاً للقواعد قد يفتح الحرب... وهذا الخطر قائم.
*هل نقلت رسائل الى "حزب الله" من الفرنسيين حول الـ1701؟
-لم أنقل رسالة. اجتمعت مع "حزب الله"، وهم أيضاً التقوا الفرنسيين وكان الجو نفسه.
الفرنسيون ونحن أيضا نؤيد الحفاظ على 1701، ولكن هناك مخاطر لأن الجنوب معرّض للقصف في أي لحظة. الجنوب تحت القصف، فكيف نقول لابن الجنوب ألا يدافع عن نفسه.
علينا أن نعمل لمنع استدراجنا الى حرب ليست في صالح أحد.
*أبديت تخوفك من وجود فصائل عدة في الجنوب، بماذا أجابك "حزب الله"؟
نصحت بأنه إذا دخلت الى الجنوب فصائل لبنانية وغير لبنانية، قد تدب الفوضى. ومن الأفضل أن يبقى من يدافع عن الجنوب معروفاً أي المقاومة والجيش...
*الفراغ العسكري محدق في ظل كل هذه التطورات، هل تؤيد مسار دعوة الرئيس ميقاتي الى جلسة حكومية للتمديد لقائد الجيش؟
أؤيد مسار الجلسة الحكومية لتثبيت قائد الجيش الحالي أو تمديد مدة خدمته. وفي أوج المخاطر، هناك حسابات داخلية تمت الى العبث.
*وماذا عن التهديد بالطعن؟ "كأننا في حالة حرب ونتسلى بالدستور... إنها مزحة كبيرة".
قمت بالاتصالات اللازمة، أنا مع التمديد وعدم الدخول في نوع من الفراغ بقيادة الجيش.
*ولماذا تمسكت بتريّثك حيال تعيين رئيس أركان في الفترة الماضية؟
- رئيس الأركان في حال غياب قائد الجيش ينوب عنه، ونفضّل أن تكون قيادة الجيش والأركان مكتملة، أي أن يكون هناك قائد جيش، ورئيس أركان ومجلس عسكري. وفي حال تعذّر لأسباب داخلية وعبثية التمديد للعماد جوزف عون، سنسعى الى أن يُرّقى ضابط رشحته وفق الأقدمية هو العميد حسان عودة ويعيّن كرئيس أركان لينوب عن قائد الجيش عندما يغيب أو عندما يتقاعد الأخير. وأنا ضد البدع الأخرى الخطرة بأن يأتي قائد الجيش من الأقدم رتبة في الجيش، وهي دعوة سمعتها من أحدهم من كبار السياسيين.
تعليقات: