من يتابع صور الحشود التي جالت في شوارع طرابلس تنديداً بالعدوان على غزة، وتلاحماً مع مقاومتها الباسلة، يدرك ان طرابلس ما زالت هي هي، رغم الحرمان والجوع والفقر، رغم التآمر عليها من اكثر من جهة، ورغم محاولات تشويه صورتها ما زالت طرابلس التي يعرفها لبنان ويعرفها كل عربي ومسلم وحر في العالم.
في تظاهرة طرابلس اليوم اجتمع الطرابلسيون جميعاً، من كل تياراتهم واحزابهم ونقاباتهم وجمعياتهم، وشبابهم وشيبهم، ورجالهم ونسائهم ، بمخياتهم وفصائلهم، ليقولوا ان فلسطين تجمعنا، وأن التنديد بالعدوان غايتنا، وان التلاحم مع ابطالنا في فلسطين شعارنا .
في هذه المظاهرة الحاشدة التي اشتاقت طرابلس لامثالها، هي تعبير عما يمكن ان تفعله وحدة أبناء المدينة وأبناء الشمال حين تتحقق، وهي دليل على انه اذا توفر في طرابلس قيادات حكيمة، جامعة ووحدوية فإن طرابلس تعطي أفضل ما عندها، كما قدمت الشهداء في فلسطين قبل النكبة ، وعلى أرض الجنوب طيلة الستينات والسبعينات والثمانينات وحتى الأمس القريب جدا، هي طرابلس التي تدرك ان ما تعرضت له من حرمان ومن فساد ومن قهر كان لمعاقبتها على دورها الوطني والقومي والإسلامي.
تحية لطرابلس، تحية لرجالها البواسل، لنسائها الماجدات .
تتحية لشبابها المؤمن، وتحية للعروبة المتأصلة في هذه المدينة العريقة.
تعليقات: