النبطية -
أقامت ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية في النبطية مباريات في مناسبة اليوم العالمي للغة العربية في مجالات تحدي الاملاء، وتحدي الثقافة الادبية العربية ، وتحدي التعبير الشفهي ، وذلك برعاية رئيس الجمعية التنظيمية لتجار النبطية وجوارها محمد بركات جابر ، وبحضور مدير الثانوية عباس شميساني ، رئيس مصلحة الاقتصاد في النبطية محمد بيطار، رئيس دائرة الاقتصاد في النبطية السابق مالك جابر، الناظر العام في الثانوية محمد معلم، منسق دائرة اللغة العربية المنظمة للمباريات جميل معلم، وافراد الهيئة التعليمية وطلاب.
بدير
بعد النشيد الوطني، ونشيد الثانوية افتتاحا، ألقى عدد من الطلاب قصائد شعرية ، ثم ألقت الدكتورة نازك بدير كلمة باسم دائرة اللغة العربية في الثانوية فأعلنت انه " انطلاقًا من إيمانِنا بأنّ اللغةَ هي الهويّةُ والانتماء، وفاعلٌ بنّاءٌ في تشكيلِ شخصيّةِ الفرد، فإنّنا نحرصُ في دائرةِ اللغةِ العربيةِ على التنسيقِ، وتفعيلِ الأنشطةِ التي تحفّزُ امتلاكَ الطلابِ للغةِ العربيّةِ الفصحى، وتجعلُها جزءًا لا يتجّزأُ من يومياتِهم، ولا سيّما وسطَ اقتحامِ التكنولوجيا مختلفِ مفاصلِ الحياةِ.
وقالت: الركيزةَ الأساسيّةَ لأنّها تعي ما تواجهُه اللغةُ من تحدياتٍ، حاضرًا ومستقبلًا، تتبيّنُ أهميةُ الأنشطةِ اللاصفيةِ، وضرورةُ تفعيلِها، وتكثيفِها، وتعزيزِها بالبرامجِ الملائمة لمواكبةِ الحداثة، وكذلك تنهضُ دقّةُ التعاونِ مع شركاتٍ تكنولوجيّةٍ متخصّصةٍ لتوفيرِ تجربةِ ذكاءٍ اصطناعي توليديةٍ لغويّةٍ وثقافيّةٍ باللغةِ العربيّةِ الفصحى.
وختمت: هذا المشروعُ قابلٌ للتحقّقِ بتضافرِ جهودِ المعنيين جميعًا، وبدعمِ الجهاتِ المانحة.
شميساني
ثم كانت كلمة لمدير الثانوية عباس شميساني فأعتبر" إنه لمن فخرنا واعتزازنا أن نكون ولدنا ونشأنا ونموت من أمة عربية ضاع خكامها الاذلاء، واندثر زعماؤها الطغاة، وبقيت لغتها عزيزة، شامخة، سيدة بين كل لغات العالم ولو كره الكرهون.
وقال: هذه الامة لا تزال شعوبها تدفع ضريبة الدم على جلجلة خلاصها ومجدها وعزتها ، تدفع من ابنائها ضريبة التخاذل والتنازل والتضعضع في المواقف والمبدأ والعقيدة والتهوية بين حكامها وانظمتها الهجينة ، وحدها باقية بقاء القران الكريم وبقاء الاسلام، فهي خيار الله تعالى ووعاء كلماته التامات النورانية ، فيا ايها الاحبة ، اقبضوا على لغتكم كما تقبضون على دينكم، فهي عماد حضارتنا وثقافتنا وهويتنا وبقائنا، في ظل كل ما نشهد من صراعات وجود وارادات واسقاطات وملوثات
ومن هنا نحيي الزملاء والزميلات في النادي الثقافي في ثانويتنا وفي دائرة اللغة العربية الذين يؤثرون العمل طواعية من اجل تنشيط وتفعيل الهمم والمبادرات والانشطة التي تساعد في ترميم ما افسدته الكثير من ازماتنا الصحية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية في جسمنا وكياننا ودورتنا التربوية والتعليمية والتحية والتقدير الى طلابنا الاحبة الذين شاركوا وساهموا بفعالية واهتمام بمختلف مجالات هذا النشاط لانجاحه.
جابر
ثم كانت كلمة راعي الاحتفال جابر فقال:
يُشرِّفُنا اليومَ أن نجتَمِعَ بحضرَتِكُم إحياءً لليوم العالمي للغة العربية ..فإحياؤنا اليومَ لهذهِ المُناسبةِ هوَ تعبيرٌ عن هويّتنا العربيّةِ الّتي خاضَت بلادنا حروباً شتّى للدِّفاعِ عنها، فهي بكُلِّ مضامينِها الأدبيّةِ ووالبلاغيّةِ والخطابيّة تُشكِّلُ رمزاً للتميُّزِ وإرثاً للحضارةِ الإنسانيّةِ الخالِدة لما لها من دورٍ في إثراء التنوّعِ الثقافيّ واللغويّ للإنسانيّةِ، فضلاً عن مُساهَمَتِها في إنتاجِ المعارِف..فهي من أكثرِ اللُّغاتِ السّامية تحَدُّثاً وانتشاراً في العالم، كما تُعتَبَرُ من اللُّغات الّتي فَرَضَت حضورَها بقوّةٍ في العالمِ المُعاصِرِ بما يُقدِّمُه مُتقِنوها من أدبٍ رفيعٍ وصناعةٍ خارِقة وإنجازٍ في العلومِ والفنونِ والأدبِ والخطابة، كما الإقتصادُ والطّبُّ والبيولوجيا وغيرِها من العلومِ الحديثةِ بمُعطياتِها المبنيَّةِ على منظومةٍ معرفيّةٍ لغويّة شاملة بأبعادِها الفكريّةِ والروحيّة والإبداعيّة
فضلاً عن كونِها لُغةُ القرآنِ الكريمِ ولُغَةُ الدينِ الإسلاميّْ الّذي ارتضاهُ ربُّ العالمين فهي بفضلِ القرآنِ باتت مُستعصيَةً على نكباتِ الدَّهرِ ومطامِعِ الغرب، فهي اليومَ لا تنفَكُّ عن كونها أداةً من أدواتِ الصِّراعِ العالميّْ الّذي يُنسَجُ ضِدَّ العَرَبِ والمسلمين والّذي لطالما فَشِلَ أمامَ حِكمةِ الشُّعوبِ العربيّةِ وثباتِها وسعيِها الدَّؤوبِ للحفاظِ على كينونَتِها وهويَّتِها العربيّة.
وقال: ما يشهدُه التاريخُ العربيُّ اليومَ في فلسطين الأبيّة الّتي تَخطُّ أعظَمَ انتصارٍ تاريخيٍّ في ملحَمةٍ يُسجِّلُها تاريخُ الصِّراعِ الفلسطينيُّ- الصهيونيّْ الّذي قدَّمَت فيهِ أعظَمَ التَّضحياتِ ولا زالت صامِدةً أمامَ شراسَةِ ذاك العدوِّ الغاصِبْ..فصمودُها الأسطوريُّ اليومَ وثباتُها يحطِّمُ الصورة النموذجيّة التي دَحَرَت ديمقراطيّة السياسة الغربيّة المزعومة، فكلُّنا يقينٌ بأنَّ نصرَ الله آتٍ لا محالة بإذن الله تعالى، وأنَّ تاريخَ القدسِ سيشهَدُ على ذلك النَّصرُ الّذي خطَّهُ الشعبُ الفِلَسطينيُّ من مدادِ دمائِهِ على تلكَ الأرضِ الطّاهِرَةِ، فطريقُ النَّصرِ مرسومٌ في خُطاهُم، خُطىً تُسَطِّرُ أجمَلَ معاني الفِداءِ والوفاء على أرضِهِم الطّاهِرة الّتي خَلَقت أحرارً يصونونَ الأمانةَ وفي جوارِحِهِم حُبُّ لا يتوقَّف، وعطاءٌ لا ينضَب، فتاريخُهم يُرَتِّلُ أُنشودةَ عِزٍّ وإباء، تاريخٌ صَنَعَهُ رجالٌ عُظماءْ في عُروقِهِم دماءٌ تَسقي تُربةَ التَّضحيات، حتّى صارَ تُرابُ القدسِ احمرا.
وقال: تحيّةُ الجنوبِ إليكم..جنوبُ العُلماء والأدباء..جنوبُ المقاومةِ والشُّهداء، حيثُ يُحلِّقُ الشهيدُ بروحِهِ فوقَ السّاحاتِ والميادين ويُرَفرِفُ بها ناحيةَ فِلسطين حيثُ الوجعُ والأنين البعيدُ كُلَّ البُعدِ عن محافِلِ وقِمَمِ العَرب، فمقاومتُنا اليومَ هي السبّاقَةُ في ميادينِ البطولَةِ والفِداء بشهامةِ رجالٌ يرفعونَ مشاعِلَ الفخرِ جهاداً ونضالاً وكفاحاً على حدودِ هذه الأرض الّتي انجَبَت ابطالاً يروونَ للزَّمَنِ حكايَةَ شهيدٍ قَضى"على طريق القدس"، فكلُّ الوطنِ يخشَعُ أمامكم ويتوسَّلُ نصرَكم المُعظَّم
وختم بالقول : نؤكِّدُ في حضرتِكُم بهذهِ المناسبة تشجيعُنا الدّائِم والمُستمِرّ لكافّةِ الإنجازاتِ التَّربويَّةِ الحضاريّة الّتي ترفَعُ اسمَ مدينَتِنا عالياً..مدينةُ العلمِ والعُلماء، مع شُكرِنا الجزيل لإدارة ثانويّة الصبّاح الّتي تُخَرِّجُ كُلَّ عامٍ ثُلَّةً من المتفوِّقين المتميّزين، كما ونُهنّئ الطُلّاب المُشاركين في هذهِ الدّائرة الأدبيّة الّتي تُنتِجُ مُبدعين يملأون ذاكِرةَ الوطن بإنجازاتِهِم الّتي نُقدِّرُها ونفخَرُ بها، وإلى المَزيد من النَّجاحات والإنجازات.
بعد ذلك قدم شميساني درعا تقديريا لجابر، ثم جرى تكريم الطلاب الاوائل في المباريات وتقديم شهادات وهدايا تقديرية، كما جرى تكريم الاعلاميين سامر وهبي، علي شقور، فادي زين الدين، ومصطفى الحمود تقديرا لمؤازرتهم الاعلامية لنشاطات ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية دائما.
تعليقات: