الدولة تتخلى عن المرضى... لا تمويل لأدوية السرطان


فيما يتلهى المسؤولون بحروب الزواريب العقيمة، لا يجد الكثير من مرضى السرطان الدواء المدعوم من وزارة الصحة، بعدما توقف الدعم فجأة ودون سابق انذار، وقد تفاجأت الجمعيات المعنية بمتابعة هؤلاء المرضى بعدم وصول الدواء المدعوم لمرضاها، ومنهم الاطفال الذين لم يتمكنوا من الحصول على علاجاتهم حتى الآن، ولا اجوبة واضحة في وزارة الصحة، سوى جملة واحدة لا يوجد اموال!


نهاية الدعم

هذه الجملة تبدو مقدمة لنهاية الدعم الذي مر بمراحل ثلاث، تمويل استيراد أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية المدعومة من الاحتياطي الإلزامي في مصرف لبنان، ومن أموال حقوق السحب الخاصة بلبنان، وفي الثالثة عبر سلف الخزينة. والمصادر الثلاثة الآن جفت. وقد اتخذت وزارة الصحة قرارا بإخراج بعض الأدوية من لائحة الدعم وتخفيف نسب أدوية أخرى!

وفي التمديد الأخير للدعم حتى نهاية هذا العام، تم الاتفاق بين الوزارة ومصرف لبنان والمستوردين على دفع نصف الأموال بالليرة والنصف الآخر بالدولار. إلا أن الوزارة لم تصرف سوى المبالغ بالليرة لعدم توافر الدولار، وأعادت النظر في البروتوكولات الطبية عبر ترشيد بعض الأدوية!


الضربة القاضية

وفي هذا السياق، أشار رئيس «جمعية برباره نصار لدعم مرضى السرطان» هاني نصار أن أدوية الأمراض السرطانية ليست متوافرة لكافة مرضى السرطان بالسعر المدعوم من مصرف لبنان، إذ إن المبالغ المرصودة شهرياً لا تكفي أعداد المرضى المسجلين في وزارة الصحة. أما المجهول المرتقب ما بعد رأس السنة الجديدة، فهو كارثي يحرم آلاف المرضى من علاجاتهم ، وبالتالي سيقتلهم بالضربة القاضية. والسيناريو المرتقب، وقف مصرف لبنان سياسة الدعم، واضطرار وزارة الصحة العامة إلى تمويل الخدمات الصحية من ميزانيتها الخاصة، ما سيجبرها على اعتماد برتوكولات منظمة الصحة العالمية الأساسية، التي تعتمدها الدول الفقيرة. ما يعني تأمين العلاجات الكيميائية الأساسية والتخلي عن غالبية الأدوية والعلاجات المتطورة.


سيناريو مرعب

ووفقا لنصار، فان مجرد طرح الفكرة على المرضى والجسم الطبي، يثير الرعب في النفوس. فلبنان الذي كان السباق في استيراد العلاجات الحديثة، واعتماد طرق العلاج المتقدمة، سيبدأ بمعالجة مواطنيه على طريقة الصومال والسودان وأفغانستان وغيرها من الدول الأكثر فقراً. ووزارة الصحة ستتكفل بتأمين العلاجات البخسة الثمن للمرضى غير المضمونين، فيحرمون من العلاجات الثمينة، وبينما تخلت إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي عن مرضى السرطان منذ عدة سنوات.

وخلص نصار الى القول»عندما نلجأ إلى اقتراح خطط بديلة لتمويل علاج مرضى السرطان في وزارة الصحة، كوضع ضرائب خاصة على التبغ والكحول والسكريات، أسوة بالدول الأخرى، خاصة التي مرت بأزمات اقتصادية، نصطدم بمصالح السياسيين الفاسدين انفسهم الذين أوصلونا إلى هذه الحالة. فتأتي الردود برفض هذه الضرائب وبحجج واهية؟!

المصدر: ابراهيم ناصر الدين - "الديار"

تعليقات: