معادلة حزب الله: كل مليار دولار خسارة في لبنان، ستقابله خسارة إسرائيلية بـ10 مليارات (مصطفى جمال الدين)
"
يعيش حزب الله حالة اطمئنان لمسار الجبهة الجنوبية. لا يبدو الحزب متخوفاً من اندلاع حرب واسعة تشنّها إسرائيل، وهو يعتبر أن كل التصريحات الإسرائيلية التي تنطوي على تهديد ووعيد كلها موجهة إلى الداخل الإسرائيلي وليس إلى الداخل اللبناني. بالنسبة إلى الحزب، فلو أرادت إسرائيل خوض حرب، لفعلت وعملت على وضع كل العالم تحت الأمر الواقع. ولكانت انتهزت أي فرصة لشن هذه الحرب. ولكنها غير قادرة، وتعلم حجم المخاطر والخسائر التي ستلحق بها. هذا بالحد الأدنى ما يفكر به حزب الله بهذه المرحلة، خصوصاً أن كل الرسائل والوساطات الدولية التي تأتي إلى لبنان وتنقل رسائل تحذير، هدفها التفاوض لا التصعيد.
المليار بعشرة
يتعاطى الحزب بعقل بارد على المستويين العسكري والسياسي. فعلى المستوى العسكري، فإن غرفة العمليات التي يواكب فيها المسؤولون العسكريون للحزب كل تطورات الوضع على جبهة الجنوب وفي قطاع غزة، تشير إلى حالة اطمئنان لدى المسؤولين العسكريين، لأن إسرائيل التي تتلقى ضربات قاصمة في غزة وغير قادرة على حسم المعركة وفق العناوين التي أعلنتها، لن تكون قادرة على خوض أي حرب في جنوب لبنان.
في المقابل، على المستوى السياسي لدى الحزب، فإن موقفه واضح بعدم الدخول في أي مفاوضات قبل الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة. أما بخصوص كل التهديدات والتحذيرات التي وصلت، وخصوصاً التي كان مضمونها يشير إلى أن اسرائيل ستعمل على شن حرب واسعة ضد لبنان وتدمير كل بناه التحتية.. فإن رد الحزب عليها -وفقاً لطريقته- بتصعيد أكبر، من خلال إبلاغ موفدين دوليين بشكل رسمي، بأن الحزب لا يخشى التهديدات الإسرائيلية، وأن كل ما تبقى في لبنان يساوي ما يقارب 30 مليار دولار. وهذه ستكون الخسائر في حال تدميره بشكل كامل. ولكن في المقابل، فإن الحزب قادر على إلحاق خسائر مدوية في إسرائيل: وكل مليار دولار خسارة في لبنان، سيكون مقابله خسارة وتدمير بقيمة 10 مليارات دولار في إسرائيل!
الهيبة المكسورة
طلب الحزب من كل الوسطاء عدم الاستمرار في نقل رسائل التهديد والتحذير، لأنه لن يتوقف عندها ولن تعني له شيئاً. أما في حال أرادت اسرائيل أن تلجأ إلى الحرب فلتفعل.. وحينها يكون الكلام للميدان.
ولا يخفي الحزب أن لديه قدرات كبيرة قادر من خلالها على إيلام إسرائيل وإلحاق خسائر فيها بقيمة تتراوح بين 200 و300 مليار دولار. فهو لا ينكر الإحداثيات التي يمتلكها تجاه مرفأ حيفا، ومطار بن غوريون وغيرها من المواقع الأساسية والمرافق الإستراتيجية. لذلك يتعاطى الحزب في أي مفاوضات إنطلاقاً من مبدأ أن هناك هيبة إسرائيلية مكسورة، ولن تكون إسرائيل قادرة على استعادتها في لبنان.
صحيح أن مسار المعارك العسكرية أو المواجهات التي يشهدها الجنوب اللبناني، تشير إلى تكبد الحزب خسائر بشرية عالية جداً، في مقابل الاستشراس الإسرائيلي في توجيه الضربات، وتعميق مداها، لكنه يعتبر أن هذه المواجهات الآن لا تزال في مراحلها الأولى والمتدنية، ولا تشير إلى خوضه للمعارك العسكرية الجدية، والتي حينها سيمكنه إلحاق الخسائر بالإسرائيليين. بالحدّ الأدنى، فإن الحزب رفع سقف التفاوض من خلال هذه التهديدات والرسائل التي وجهها، في سبيل تحقيق توازن في مسار التفاوض.
ويأتي ذلك بعد نشر الإعلام الإسرائيلي استطلاعات رأي حول تأييد أكثر من 60 بالمئة من الإسرائيليين خوض الحرب ضد حزب الله لتوفير الأمن لسكان المستوطنات الشمالية.
تعليقات: