تسعيرة الحفلات والمطاعم والفنادق لا تتماشى مع الوضع الاقتصادي في البلاد
بدأ العد العكسي لاستقبال العام 2024، وتتسم هذه الفترة من العام، بارتفاع أعداد المغتربين والسياح إلى لبنان. صحيح أن السنوات الماضية لم تتصدر البلاد قائمة الدول الأكثر زيارة خلال موسم الأعياد، لكن الحفلات الخاصة برأس السنة، عادة ما كانت تجذب المقتدرين وأصحاب الميزانيات المرتفعة.
هذا العام، لايزال المشهد ضبابياً، رغم أمل القائمين على القطاع السياحي، بأن يتمكن لبنان من جذب الآلاف خلال الأيام الأخيرة من العام، لقضاء عطلة رأس السنة.
الاستعدادات قائمة
يسعى أصحاب المطاعم والملاهي إلى توفير جو مميز من خلال التحضيرات لليلة رأس السنة. يشير رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي إلى أن المطاعم بدأت تجهيزاتها، من خلال الاتفاق مع بعض الفنانين، أو تنظيم برامج فنية، وتحضير قائمة المأكولات والمشروبات التي تقدم في هذه الليلة. ووفق الرامي، فإن أصحاب المطاعم والملاهي، يعتقدون أن الأسبوع الأخير من العام، قد يجذب الكثير من المغتربين، ما قد يكون له تأثير إيجابي على مصالحهم، خصوصاً وأن فترة الميلاد عادة ما تتسم بالطابع العائلي. وعن الأسعار، يرى الرامي، بأنها مقبولة، وهناك أسعار متفاوته لتناسب جميع الطبقات، بدءاً من 100 إلى 150 دولارا، وترتفع في الفنادق الفاخرة.
في منطقة مار مخايل شرقي العاصمة اللبنانية، الاستعدادات على قدم وساق. بدأ أصحاب الملاهي بنشر الإعلانات المخصصة لقضاء ليلة رأس السنة، والتي تتنوع ما بين سهرات برفقة " DJ" مع عشاء أوبدونه، بالإضافة إلى سهرات موسيقية وفنية يتخللها بعض المفاجآت والجوائز . يقول فادي عبيد أحد العاملين في مقهى Stars بين الأشرفية ومارمخايل، لـ "المدن:" من المتوقع أن تكون سهرة رأس السنة عامرة بالزوار، خصوصاً الشباب، الذين يرتادون هذه المقاهي بشكل لافت، وهذا العام، كان هناك بعض التغييرات لجذب المزيد من الزوار، على غرار، توزيع بعض الهدايا". أما بالنسبة إلى الأسعار، يقول عبيد أنها نحو 125 دولاراً، للفرد.
أسعار لا تناسب الواقع
رغم ضبابية المشهد الأمني، والوضع السياحي المتأزم، إلا أن الاسعار في المطاعم والمقاهي، وحتى الفنادق، لا تعكس هذا الواقع.
تبدأ الأسعار في المطاعم المتوسطة والمقاهي خارج العاصمة من 70 دولاراً، وترتفع إلى أكثر من 300 دولار، وتصل في مناطق "فاريا" و"فقرا " في قضاء كسروان إلى ما يقارب من 500 دولار تقريبا.
في العاصمة، تبدأ الأسعار في المطاعم من 100 دولار، وترتفع لتصل إلى 1000 دولار، خصوصاً الحفلات الفنية التي تضم نجوم الصف الأول، وهو ما يعتبر رقماً مبالغاً فيه، مقارنة مع السنوات الماضية من جهة، وحتى مع أسعار المطاعم والمقاهي في الدول الخليجية من جهة أخرى، إذ لا يصل سعر التذكرة داخل مطعم أو مقهى إلى حدود الف دولار.
يسخر بشير الوزان (مطور أعمال) يقيم ما بين تركيا ولبنان، من الأسعار المفروضة من قبل المطاعم. يقول لـ "المدن":" الأسعار مبالغ فيها بشكل كبير، إذ يمكن لأي شحص، حجز ثلاثة ليال من ضمنها ليلة رأس السنة، في أجمل الفنادق والمطاعم التركية المطلة على البوسفور، شاملة تذكرة السفر، بأقل من هذا المبلغ". ويضيف" من المستغرب، أن يلجأ أصحاب المطاعم والفنادق إلى وضع تسعيرة لا تناسب الوضع الاقتصادي في البلاد".
ووفق الوزان، فقد قرر وأصدقاءه، زيارة تركيا خلال موسم الأعياد، والاستمتاع بالأجواء الترفيهية، بدلاً من دفع 1000 دولار لبضع ساعات.
في المقابل، اعتبر حسام الخوري (مغترب يعيش في الإمارات العربية المتحدة)، أن الأسعار مرتفعة مقارنة مع قدرة اللبنانيين الشرائية، ويسأل ما الذي يقدمه المطعم ليلة رأس السنة، ويكون مختلفاً عن أي ليلة أخرى؟ ووفق الخوري الذي يعمل في مجال الفندقة، فإن فرض التسعيرة في ليلة رأس السنة، له معايير وضوابط، إذ عادة ما يضاف 20 إلى 25% في ليلة رأس السنة، مقارنة بأسعار السهرات العادية، ولذا يعتقد أن معدل الأسعار مرتفع نسبياً.
يرفض أندريه شاهين (صاحب مقهى le ROI) في منطقة المتن، المزاعم المنتشرة حول ارتفاع الأسعار. يقول لـ "المدن":" من المعروف أن ليلة رأس السنة تكون أغلى ليلة لدى أصحاب المطاعم والمقاهي، والسبب ليس شجع أصحاب المطعم كما يشاع، بل لأن أسعار المواد الأولية من الطعام والمشروبات ترتفع بشكل كبير". ويضيف "لايمكن تقديم أطباق طعام معدة مسبقاً، وبالتالي يدفع صاحب المطعم فاتورة ضخمة، لشراء الأساسيات لسهرة رأس السنة". أضف إلى ذلك، ووفق شاهين، لا يقدم المطعم أو الفندق، لائحة طعام فقط إلى الزوار، بل عادة ما يكون هناك برنامجا فنياً، من مغنيين ومطربيين، وعروض بهلوانية، وألعاب مختلفة، هدفها تسلية الزوار، وعادة ما يفرض المطرب، أو عازف الموسيقى، وإن لم يكن من الصف الأول، مبلغاً كبيراً.
تنظيم حفلات منزلية
يشير ريان سعد منظم حفلات خاصة، إلى أن هناك إقبالاً لافتاً هذا العام لتنظيم حفلات منزلية، تتضمن وجود فرقة موسيقية، أو ألعاب بهلوانية وما إلى ذلك، ويقول لـ "المدن":" هذا العام، الاقبال جيد، إذ أن العائلات تفضل الاجتماع في منزل وتقاسم التكاليف، وهو قد يكون ذلك أرخص بكثير من قضاء السهرة في المقاهي".
تنظم منى إبراهيم سهرة رأس السنة في بيتها، وقد اتفقت مع مطعم مخصص لتقديم الوجبات خلال رأس السنة، بتكلفة لا تتخطى 700 دولار، تتقاسمها مع أفراد عائلتها. ووفق تعبيرها، لن تتكبد أكثر من 60 أو 70 دولاراً عند تقسيم المبلغ على أفراد العائلة، وهو رقم مناسب لها في فترة الأعياد.
تعليقات: