شكراً قطر
"شكراً قطر" عبارة لا تنفك الأفواه اللبنانية عن تردادها، فهي جمعت ما فرّقه الزمان، ووحدت الأيادي التي طالما تصادمت ناسيةً مصالح الوطن. استطاعت الدولة القطرية عبر اتفاق الدوحة في 2008/5/16 مصالحة اللبنانيين، فعرف البلد "الرئيس التوافقي" العماد ميشال سليمان، ومن ثم حكومة الوحدة الوطنية التي ضمت تحت جناحها أقطاب الوطن. لكنها لم تكتف بكل هذا فما زالت تقدم الكثير.
إرتبط اسم "المشروع القطري لإعادة إعمار لبنان" بالعديد من المشاريع الإنــمــائــيــة وخــصــوصــاً فــي الــبــلــدات الحدودية التي تعرض لها العدوان الإسرائيلي. قدّمت قطر 3 ملايين دولار كجزﺀ من مشروع المعونة لاعادة اعمار قريتي عيتا الشعب وعيناتا في جنوب لبنان، اللتين دمرتا اثناﺀ هجمات حرب تموز 2006. والملفت أن الدولة القطرية لا تقدم مناقصات للدولة اللبنانية بل تباشر فوراً بالأعمال.
من الخيام الى البستان مروراً ببنت جبيل وعيناتا، قــرى عانت ما عانته ولكنها استفاقت على صحوة أمل ويد عون إمتدت اليها. البستان، بلدة جنوبية حــدوديــة بــادرت قطر فيها الــى بناﺀ مــدرســة، ومبنى بلدي، كما حفر بئر ارتوازي وتأهيل بركة المياه المحاذية للحدود الــدولــيــة. إضافة الــى شق عــدد من الطرقات الزراعية وتــأهــيــل الرئيسية مــنــهــا. العمل سيتكثف، فهناك مشاريع حيوية مماثلة سينفذها المشروع القطري في بلدتي يارين والسفيرة الحدوديتين في قضاﺀ صور.
هناك نحو أكثر من 600 مستفيد، فــمــســح الأضـــــرار مــا زال مــســتــمــراً، والكشوفات يُطلع عليها بالتعاون مع مجلس الجنوب. الأعمال القطرية تضمنت تعويضات مخصصة لاعادة الترميم، واعـــادة، الــبــنــاﺀ الــى جانب تعويضات الابنية المهدمة جزئيا. أما الاضرار البسيطة فتدفع فوراً لأصحابها مبالغ مالية تمكنهم مــن تسوية ممتلكاتهم.
في بلدة عيناتا شمال بنت جبيل شارفت الأعمال القطرية على الانتهاﺀ.
فدولة قطر تمكنت من إعادة بناﺀ 420 وحدة سكنية، وترميم أكثر من 800 وحدة اخرى. وهناك 12 ألف مواطن وهم مجموع أبناﺀ عيناتا استفادوا من خدمات المشروع القطري. ودفعت قطر 40 ألف دولار أميركي عن كل وحدة سكنية مهدمة، فيما تراوحت قيمة المبالغ المدفوعة عن الأضرار فــي المنازل مــا بين الـــ 500 دولار أميركي 04 والـ ألف دولار أو أكثر.
المشاريع الخيرية القطرية لم تقتصر فقط على إعادة إعمار البنى التحتية، بل تجتهد على تطوير الــمــعــرفــة لـــدى الــشــعــب اللبناني وتقوده الى التطور والانفتاح على المعلومات والتقنيات الجديدة.
جهزت قطر أكثر مــن 40 مدرسة في لبنان تضررت من جــراﺀ أزمــات سياسية أو جغرافية. إضافة الى ذلك أن دولة قطر قامت بحملة "أطفالنا" ا لــتــي بمو جبها جمعت تبر عا ت لمساعدة أطفال لبنان على العيش كجميع أطفال العالم.
الــدوحــة وعـــدت ووفـــت باستمرار دعــم لبنان على كل الأصــعــدة، حتى رعاية الجالية اللبنانية المتنامية دوراً وعدداً هناك. فتفتح امامهم مجالات عديدة للعمل في مختلف القطاعات فتستفيد من خبراتهم العالية. تؤمن لهم العيش الهانئ. تعامل الدولة القطرية اللبنانيين ليس كمغتربين بل تصفهم بأبناﺀ الدار. وطلبت الحكومة القطرية دراســة مشروع بناﺀ جديد لتوسيع المدرسة اللبنانية في قطر والتي تستوعب في الوقت الحالي نحو ألف تلميذ.
أبدت القيادة القطرية تجاوباً لتزويد لبنان بالغاز وتقديم كل التسهيلات لتحقيق ذلك، كما تحدثت معلومات أن دبلوماسياً عربياً كان قد صرح أن هناك احتمالاً كبيراً جداً أن تساعد قطر على إصلاح شبكة الكهرباﺀ في لبنان عبر تقديمات مادية ضخمة جداً للمؤسسة المعنية لتغطية عجزها.
فنتمنى تحقيق هذه الأمور خصوصاً أنها تتسبب بمعاناة للشعب اللبناني على أبواب فصل الشتاﺀ.
هــا نحن نعيش فصول مأساة شــعــب طــحــنــتــه نـــزاعـــات داخــلــيــة، وخــارجــيــة، فــرأيــنــا اخــوانــنــا الــعــرب يهبون لنجدتنا، ليس فقط سياسياً وانما انمائياً. ورغم هذه المساعدات التي لا يمكن للشعب اللبناني الا ان يستذكرها في كل مرة، وجب الاعتراف أن من بدأ بتدمير لبنان هم أبناؤه، ومن هنا فعليهم تلبية الدعوة بكل توجهاتهم وانتماﺀاتهم، ليقولوا كلمة واحدة ومرّة أخرى "شكراً قطر".
خصص قام الهلال الاحمر القطري 400 ألف ريال قطري من اجل مشاركة آلاف المحرومين في لبنان فرحة رمضان والعيد. ومن المشاريع، مشروع إفطار الصائم وهو عبارة عن حصص غذائية لاكثر من 550 أسرة فقيرة من لبنان.
ولاننا على أبواب العودة إلى المدارس، كانت للطلاب هدية مميزة، وهي عبارة عن حقيبة مدرسية تحتوي على كل ما يحتاجونه من دفاتر وقرطاسية. ولا تكتمل فرحة رمضان إلا بشراﺀ ملابس جديدة للعيد، إذ تمّ توزيع قسائم شرائية على أكثر من 1000 طفل، وكل قسيمة تكفي شراﺀ ملابس جديدة لطفلين فقيرين.
تعليقات: