الفاتيكان يكفّ يد رئيس الرهبانية الباسيلية الشويرية

الأب برنار توما
الأب برنار توما


لم يحدث أن شهدت طائفة الروم الملكيين الكاثوليك تدهوراً في أوضاعها كما يحصل اليوم، ما استدعى تدخلاً مباشراً من الفاتيكان الذي كفّ صلاحيات الرئيس العام للرهبانية الباسيلية الشويرية الأب برنار توما وألغى كل امتيازاته.الجمعة الماضي أثناء إقامة رياضة روحية في دير مار يوحنا الصايغ في الخنشارة بحضور السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، فوجئ الحاضرون بمشاركة مطران اللاتين في بيروت سيزار أسايان، قبل أن يعلن بورجيا قرار الفاتيكان كفّ يد توما. ويُعدّ هذا القرار الأقسى منذ زمن طويل في تاريخ الرهبانيات، وأتى عقب تقديم مدبّرين وكهنة شكاوى مكتوبة إلى روما ضد الرئيس العام، فكلّف المجمع الشرقي مطران اللاذقية جورج خوام بإجراء تحقيق مالي وإداري ورهباني استمر 6 أشهر، رفع في ختامه تقريراً عبر السفارة البابوية إلى مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان الذي كفّ يد الرئيس العام وفوّض صلاحياته إلى مطران اللاتين في بيروت لمدة غير محدّدة. معارضو توما اتهموه بـ«زرع الشقاق وسط الرهبان وترحيل رهبان من الدير عنوة رغم نجاحهم في مجمع المدبّرين، ما أدّى إلى تعطيل هذه المؤسسة الأساسية التي تُعتبر حكومة الرهبنة». وأظهرت التحقيقات، بحسب مصادر المعارضين، تجاوزات بحقّ الرهبان ومؤسسات الرهبنة خصوصاً في مدرسة الكلية الشرقية في زحلة التي يرأسها الأب شربا أوبا، «حيث لم يصمد أي محاسب أكثر من أشهر قليلة، وآخرهم الأب جيمي كفوري بعد 4 أشهر على تعيينه، إثر اكتشافه فجوة مالية كبيرة». وتقول المصادر إن أوبا أحد أبرز المؤثّرين في قرارات الرئيس العام وواحد من حلقته الضيقة وصولاً إلى وصفه برئيس الظلّ.

وفق المصادر، يدور الصراع منذ سنوات داخل الرهبانية بين خطيْن: «خط محافظ يؤمن بالتقشّف والصلاة، وآخر يميل إلى الحياة السهلة والاستفادة من مكاسب الرهبانية المادية والمعنوية». وأضافت أنه «في عهد توما، أُهملت القداديس وألغيت الصلوات الجماعية اليومية واستُبدلت بالصلاة خلال المناسبات، ما أنشأ تكتلاً داخل الرهبانية عمل على انتخاب توما في آب 2020 بنحو ثلثَي الأصوات». تكتّل الأصوات خلق معادلة أولى من نوعها تصلح للسياسة لا للرهبانيات حيث يفترض بالرئيس العام أن يجمع لا أن يفرّق بين أبنائه. فانتهى أمر الرهبانية الباسيلية الشويرية التي يبلغ عمرها 314 عاماً وتحمل تاريخاً عريقاً في طائفة الروم الملكيين الكاثوليك إلى تفويض أمورها لمطران طائفة اللاتين. علماً أن ولاية توما تنتهي بعد عام ونصف عام، وليس معروفاً ما إذا كان مطران اللاتين المكلّف من الفاتيكان سيدعو المجمع الانتخابي العام إلى انتخاب رئيس عام جديد بالتنسيق مع السفارة البابوية والمجمع الشرقي. إلا أن أسايان سيكمل التحقيقات المالية والإدارية التي يُرجّح أن تنتهي بعزل توما وتجريده من ثوبه الكهنوتي في حال ثبوت التهم عليه.

تعليقات: