أربع مدارس مقاصدية ترفض الإقفال بالعطل المسيحية.. والتربية ساكنة

الذريعة الرسمية التي تبلغها الأهل من إدارات المدارس هي وجود رزنامة سنوية بالدروس (عباس سلمان)
الذريعة الرسمية التي تبلغها الأهل من إدارات المدارس هي وجود رزنامة سنوية بالدروس (عباس سلمان)


بخلاف كل مدارس لبنان، التي التزمت بقرار وزارة التربية بإقفال أبوابها بمناسبة عطلة الأعياد، فتحت المدارس الأربع التابعة لجمعية المقاصد في صيدا أبوابها اليوم الأربعاء، ومن المقرر أن تفتح يوم غد الخميس، وربما السبت المقبل أيضاً. ورغم اعتراض الأهالي على هذا القرار الذي تفردت به جمعية المقاصد، عن كل مدارس لبنان، التي التزمت بالعطلة الرسمية الصادرة عن وزارة التربية، بما فيها مدارس المقاصد في بيروت، ورغم مراسلة وزارة التربية للتحرك القانوني بحق هذه المدارس، لم تحرك مصلحة التعليم الخاص ساكناً.


تقديم شكوى لوزارة التربية

ومساء الثلاثاء، بعد الاعتداء الإسرائيلي الذي طال أحد مكاتب حماس في بيروت، طالب الأهالي إدارات المدارس بالإقفال خوفاً من تطور الأوضاع الأمنية، كما أكد أهالي طلاب في مدرسة الدوحة التابعة للجمعية. وتناقل الأهل رسالة بأن "الجمعية" ستقفل أبواب المدارس اليوم، لكن الجمعية حسمت الأمر وأرسلت هذه الرسالة: "حضرة الأهالي الكرام، الرجاء أخذ العلم أن البيانات الصادرة باسم جمعية المقاصد الإسلامية في صيدا غير صحيحة. كما نرجو أخذ العلم أن غداً الأربعاء 3 كانون الثاني 2024 هو يوم دراسي عادي".

رئيسة اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة، لما الطويل، لفتت إلى أن "الاتحاد" سبق ونقل شكوى الأهالي إلى المعنيين في مصلحة التعليم الخاص، عندما تبلغوا بالرزنامة التي قررتها "الجمعية". وطلبوا إلزام إدارات المدارس بقرار العطلة الرسمية. لكن المدارس مضت بقرارها وعلّمت الطلاب.


لا سلطة للوزارة على المدارس

وأضافت أن "الاتحاد" لم يتبلغ إذا كانت الوزارة قد تحركت بحق المدرسة أم لم تتحرك. لكن المؤكد أن ما أقدمت عليه إدارات المدارس مخالف للقوانين الناظمة للتعليم في لبنان، ولا يجوز أن تتفرد إدارة أي مدرسة برأيها.

وعلقت الطويل على هذا الأمر بأن إدارات المدارس الخاصة لا تعير أي اهتمام لوجود وزارة تربية في لبنان ولا قوانين ناظمة لعملها. فرغم وجود قرار ملزم لجميع المدارس ورغم شكاوى الأهالي وإبلاغ المعنيين في وزارة التربية، مضت إدارات هذه المدارس الأربعة بقرار فتح أبوابها أمام الطلاب. والمستغرب ألا تتحرك وزارة التربية لاتخاذ تدابير عقابية بحق إدارات المدارس تظهر وجود هيبة لوزارة التربية. وإذا كانت الوزارة غير قادرة على فرض سلطتها بالعطلة الرسمية على مدرسة خاصة، فكيف لها أن تفرض سلطتها على إدارات المدارس الخاصة بالأمور الأكثر أهمية لأهالي الطلاب.


لا عطلة في أعياد المسيحيين

فتح إدارات مدارس المقاصد في صيدا أبوابها يتزامن مع قرار الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية بالإضراب احتجاجاً على قانون صندوق التعويضات الذي صدر عن المجلس النيابي. ولم يعرف بعد إذا كانت المدارس الكاثوليكية ستعلن فك الإضراب في حال نجحت مساعيها مع وزير التربية ومع المجلس النيابي لوقف تنفيذ القانون أو إصدار تشريعات أخرى مغايرة له. وبعيداً من أن قرار المقاصد يدل على عدم وجود تضامن في اتحاد أصحاب المؤسسات التربوية الخاصة في كيفية مواجهة القانون المشكو منه، يشير أولياء أمور في مدرسة الدوحة (إحدى المدارس الأربعة لجمعية مقاصد صيدا) إلى أن قرار فتح أبواب المدارس الأربع مرده إلى أن المدارس "المسيحية" لا تقفل أبوابها في أعياد المسلمين. وبالتالي، لا تريد المقاصد أن تعطل في أعياد المسيحيين. أما الذريعة الرسمية التي تبلغها أولياء الأمور لفتح أبواب المدارس الأربعاء والخميس، فهي أن المدارس الأربع لديها رزنامة سنوية بالدروس ولا تريد تضييع أي منها على الطلاب.

ويلفت أولياء الأمور إلى أن اعتراض الأهالي تصاعد مساء أمس عقب الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية. فطلاب هذه المدارس موزعون على صيدا والجوار. وتخوفوا من أي رد فعل من لبنان قد يؤدي إلى تطور الأوضاع الأمنية. فطالبوا بإقفال المدارس اليوم إلى حين جلاء الأمور. لكن إدارات المدارس رفضت الأمر. وقد تناقل الأهل صورة ابنة القيادي في حماس سمير فندي، الذي اغتيل في الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، التي تدرس في مدرسة الدوحة، في محاولة للضغط على إدارات المدارس للإقفال حداداً، بعدما فشلت مساعيهم لإلزام المدارس بقرار وزارة التربية. ورغم ذلك فتحت المدارس أبوابها اليوم، وقد تفتح يوم السبت المقبل، كما تقرر مسبقاً. إلا إذا تحرك وزير التربية عباس الحلبي، الذي وصلت الشكاوى إلى مكتبه، كما أكد الأهالي.

تعليقات: