تظاهرة العلمانيين لم يحمها تنديدهم بإسرائيل: شبيحة \"الموتوسيكلات\" بالمرصاد

حاولوا الاعتداء الجسديّ على المتظاهرين، وتوجيه الشتائم لهم وتحديدًا للنساء (علي علوش)
حاولوا الاعتداء الجسديّ على المتظاهرين، وتوجيه الشتائم لهم وتحديدًا للنساء (علي علوش)


من أمام قصر عدل بيروت، مرورًا بالسّوديكو وصولًا إلى جسر الرينغ، مشت مجموعةٌ من أعضاء شبكة "مدى" والنوادي العلمانيّة في شوارع العاصمة بيروت، حاملين يافطات ومطلقين الشعارات المندّدة بالعدوان الإسرائيليّ على قطاع غزّة المحاصر والجنوب اللّبنانيّ، داعين في تحركهم الميدانيّ لوقف إطلاق النار فورًا، ومحاسبة جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينيّة واللّبنانيّة، وأخيرًا مطالبين ببناء دولة المؤسسات التّي تملك القرار الاستراتيجيّ والقدرة على حماية كل أراضيها وفق النظم الديمقراطيّة والقانونيّة.


تحرك ميدانيّ

وإذ كانت كثيرةٌ هي التّحركات الميدانيّة التّي شغلت شوارع بيروت في الشهور الثلاثة الأخيرة، والتّي عبر خلالها المشاركون عن مواقفهم السّياسيّة والمبدئيّة إزاء ما يحصل، في قطاع غزّة وكذلك في الجنوب اللّبنانيّ، الذي امتدت فيه رقعة الاشتباكات بين حزب الله والجانب الإسرائيليّ إلى الداخل اللّبنانيّ بعدما كانت منحصرةً عند الحدود الجنوبيّة الفاصلة بين لبنان والأراضي الفلسطينيّة المُحتلة. وسط تباين مزاج الشارع المتوجس والغاضب من العدوان الإسرائيليّ والمجازر التّي يرتكبها، انبثقت أصوات داخليّة تارةً تدعو لبنان إلى النأي بنفسه عما يحصل والالتزام بالقرار الأمميّ رقم 1701، وطورًا تلك الداعيّة للدخول في حربٍ شاملة نصرةً للمنكوبين في غزّة أو لأهداف سياسيّة أخرى.

وعليه، قرّرت الشبكة، وحسب ما أشار عضوها المؤسس كريم صفي الدين إلى "المدن"، أن هذا يكون التّحرك متوقفاً عند نقطة أساسيّة، قلّة قليلة من التيارات السّياسيّة في لبنان من ركزت عليها، وهي الابتعاد عن الثنائيّة المفروضة قسرًا، والمتمثلة بالوقوف على قرار حزب الله وحده، أو المضيّ مع "التّيار الانعزاليّ"، حسب وصفه، الذي اعتبر لبنان ليس مضطرًا لدفع ثمن الحرب وبذلك أقصى الجنوب عن لبنان.

واسترسل صفي الدين بالقول:" وإزاء كل التّحولات التّي طرأت على المشهد اللّبنانيّ منذ 7 تشرين الأوّل حتّى اللحظة، والشرخ الكبير بين مواقف اللّبنانيين أنفسهم، اختارت شبكة "مدى" أن تذكر الأطراف التّي تناست أن الجنوب جزء من لبنان، أنه بالفعل كذلك، وعلى الدولة اللّبنانيّة أن تحميه كما تحمي باقي الأراضي. وهذا يسلتزم إجماعًا وطنيًّا حول المسائل المرتبطة بالسّياسة الخارجيّة أو على الأقل آلية ديمقراطيّة لتحديد المواقف، وألا يكون يكون القرار منوطًا بجهة واحدة حصرًا"..


اعتداء على الحراك

أما اللافت وبالتّحرك الذي كان من المزمع أن يجوب مختلف الشوارع البيروتيّة، من سليم سلام والكولا وبئر حسن (أطراف الضاحيّة الجنوبيّة)، هو اعتراض مجموعة من الشبان (بين 15 – 20) ومن على دراجاتهم الناريّة، مسير المتظاهرين، بالرغم من كون الأخيرين لم يقوموا بأي فعل "يستفز" هؤلاء، بل اقتصر التّحرك على شعارتهم المندّدة بالعدو الإسرائيليّ. لكن على الرغم من ذلك، حاول الشبان الاعتداء الجسديّ على المتظاهرين، وتوجيه الشتائم لهم وتحديدًا للنساء المتواجدات في صفوفهم، بينما قاموا بنشل اليافطة التّي حملها أعضاء الشبكة، ومصادرتها من دون أن يقوم أحدٌ بالتّدخل وبغياب كلّي للقوى الأمنيّة. فيما اضطر المتظاهرون إلى فضّ التّحرك حفاظاً على أمنهم الشخصيّ.

تعليقات: