التوقف عند الجريمة، التي أودت بحياة #شرطيّ بيروت #حسن العاصمي، لا يقع في خانة نقل الخبر والتأسّف والوقوف إلى جانب عائلة المغدور في وجعها فحسب، إنما يقع في خانة التماهي مع حالة المغدور التي باتت شبيهة بحالة شريحة واسعة من اللبنانيين.
فالمغدور العاصمي يعمل ككثيرين من اللبنانيين طوال الشهر لينال راتباً بالعملة الوطنية لا يمكّنه من الصمود إلا أياماً قليلة قد لا تتخطّى عدد اليد الواحدة. أما التفاصيل المتعلّقة بأيام الصمود وأيام اللاصمود فلا حاجة لشرحها لأن كلّ مواطن أصبح مدركاً مختلف تفاصيلها.
وشرطيّ بيروت حسن العاصمي اختار كالكثير من اللبنانيين ألا يستسلم، فحوّل ساعات نهاره وليله إلى ساعات عمل متنقلاً بين وظيفة وأخرى، باحثاً بينها عن ابتسامة صغيرة لتُرسم على وجوه أفراد عائلته الصغيرة.
والمشترك بين العاصمي وعدد كبير من اللبنانيين أيضاً هو حالة القلق التي باتت تجتاحهم جميعاً، فمع تراجع مظاهر الدولة لألف سبب وسبب، ومع تفلّت السلاح في أيادي أصحاب النفوس الضعيفة من غير اللبنانيين ومن اللبنانيين أيضاً، بات الجميع مضطراً لـ"ضرب ألف حساب" قبل تنقّله أو خروجه من منزله.
ماذا كشفت عائلةالمغدور لـ"النهار"؟
في متابعة لقضية مقتل حسن العاصمي، تواصلت "النهار" مع بعض أفراد أسرته خلال مراسم تشييعه، فبدت واضحة عليهم معالم الصدمة والحزن الشديد، فزوجته السيدة نرجس حرفوش أشارت، ودموعها لا تُفارق عينيها، إلى "أنّها لا تصدّق حتى الساعة ما حصل مع زوجها"، سائلة "من يحمي الناس ومن يأخذ حقها؟".
أما ابن خال المغدور خالد الجوهري، فأكّد لـ"النهار" أنّ "المغدور كان يسعى لتأمين لقمة عيشه متنقّلاً كالعديد من اللبنانيين بين أكثر من وظيفة وعمل، وهو عبر عمله في شرطة بيروت يسهر ساعات طويلة في الليل لتأمين راحة الناس والأهالي".
وكشف عن أنّ "حسن العاصمي، في الليلة التي قتل فيها، تابع عمله على أكمل وجه، على الرغم من أنّ المعنيين لم يقوموا بتزويده وزملاءه بالمعدّات اللازمة للدفاع عن أنفسهم بحال تعرّضهم لأيّ حادثة".
بقرادوني: إن كان للبعض زعرانه فلنا "قبضاياتنا"!
بدوره، وفي حديث خاص لـ"النهار"، استنكر النائب جهاد بقرادوني الحادثة، مشيراً إلى أنّ "ما حصل غير مقبول، وغير منطقيّ، ويطرح علامات استفهام حول أمن المدينة؛ وهذا ما رفعنا الصوت من أجله قبل فترة طويلة".
وتابع: "نتمنّى أن تكون هناك خطوات عمليّة بعد هذه الحادثة الأليمة، فأهل بيروت من حقهم أن يعيشوا بأمن وأمان".
وقال: "إن كان للبعض زعرانه فلنا "قبضاياتنا" في بيروت وفي كلّ مكان".
تفاصيل الجريمة
وكانت العاصمة بيروت قد شهدت، يوم الخميس الفائت، جريمة أدّت إلى مقتل شرطي في #بلدية بيروت يُدعى حسن العاصمي.
وفي تفاصيل الجريمة، أقدم شخص مجهول الهوية على إطلاق النار باتجاه حاجز لشرطة بلدية بيروت في منطقة الجميزة، فأصاب الشرطي حسن العاصمي وتسبّب بمقتله.
وذكرت المعلومات أنّ شخصاً يستقلّ دراجة نارية حاول اجتياز أحد حواجز بلدية بيروت في محلّة الجميزة، فحاول العاصمي منعه، إلا أنه بادر إلى تصويب سلاحه نحو الشرطي العاصمي، وأطلق النار عليه، فأصابه في عنقه وأرداه قتيلاً.
وفي وقت لاحق، تمكنّت القوى الأمنية من القبض على المجرم الذي تبيّن أنه سوريّ الجنسية.
والمجرم أقدم على فعلته بدم بارد من دون أيّ حسابات، ممّا جعل أهالي بيروت ومختلف المناطق اللبنانية يطرحون علامات استفهام حول أمنهم في ظلّ تفلّت السلاح ووجوده بيد أشخاص من جنسيات مختلفة ولبنانيين أيضاً لا يمكن أن يردعهم إلا قوة القانون وحسن تطبيقه.
تعليقات: