الأبقار والأغنام والماعز.. جنباً الى جنب الإنسان في الفيضانات والبكتيريا...


قد تتكرّر الفيضانات التي شهدتها المناطق اللبنانية خلال الأيام الماضية، مستقبلاً، وبالقسوة نفسها.

فالمتساقطات الشديدة والمتكرّرة يجب أن تُصبح عنصراً أساسياً في حساباتنا، لمواسم الشتاء القادمة، خصوصاً أنها باتت متكرّرة باستمرار.


حليب المواشي

وأمام هذا الواقع، لا بدّ من توسيع دائرة الاهتمام، وجعلها أشمل من التركيز على الخسائر في المواسم والمحاصيل الزراعية، ولفت الانتباه الى مستقبل المواشي والدواجن... في بلادنا.

فمختلف المناطق شهدت نِسَب متساقطات قاسية، جعلت الأبقار والأغنام والماعز... تهرب، وتنزح، وتنتقل من مكان الى آخر، جنباً الى جنب الإنسان. فضلاً عن أن تغيُّر الأنماط الغذائية لتلك المخلوقات في فترات معيّنة بسبب الفيضانات، أو الانتقال من مكان الى آخر، أو التغذية من أعشاب جفّت بعد تعرُّضها لمياه نظيفة أو ملوّثة بسبب متساقطات شديدة، وعلى مدى أيام، أو الشرب من مياه اختلطت بمياه سيول جارفة... هي أمور تنعكس على صحة المواشي، ونوعيّة حليبها.

فمن يهتمّ بفحص حليب المواشي التي عاشت صدمة الفيضانات والسيول والطوفان في لبنان، خلال الأيام الماضية؟


مختبرات

أوضح الطبيب البيطري، الدكتور كريم مستو أن "هذه الأمور من مسؤولية وزارة الزراعة، والأطباء البيطريين العاملين لحسابها، والذين يُفتَرَض أن يكونوا واعين لتلك المواضيع، وأن يهتموا بها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذه النقاط بحاجة الى إجراء فحوص في المختبرات ليتبيّن كل شيء. طبعاً، يمكن لطبيب بيطري مثلاً، أن يراقب الماشية من الخارج فيحدّد بعض الأمور، وذلك مثلاً إذا كانت ضعيفة أو منفوخة، أو إذا كانت منفوخة من ناحية البطن زيادةً عن اللزوم. كما يمكن لشكل البقرة الخارجي، وتبعاً لبعض التفاصيل، أن يؤكّد ما إذا كان بات يتوجّب ذبحها أو لا. ولكن كل ما يتعلّق بالتأكُّد من أمور أكثر دقّة، كوجود البكتيريا مثلاً أو لا، يحتاج الى المختبرات".


بكتيريا

وشرح مستو:"تُؤخَذ عيّنات من الحليب، ويتمّ إرسالها الى مختبرات فيتبيّن عندها وجود البكتيريا أو لا، مع نسبتها ونوعيّتها. فكل ما يتعلّق بمنتجاب الحليب يحتاج الى فحوص، ولا تكفيه الملاحظات الخارجية التي يمكن أن تظهر على الشكل الخارجي للماشية".

وأضاف:"من أراد أن يعتمد على بعض الأمور الخاصّة والبدائية، فبإمكانه أن يحلب البقرة مثلاً، وأن يُسرع بموازاة ذلك الى تسخين الحليب. فإذا فصل، وأظهر لوناً يميل الى الأصفر، مع رائحة كريهة، فهذا يعني أنه يحتوي على بكتيريا خطيرة. وأما إذا حافظ (الحليب) على لونه الأبيض، وراب بعد فترة، فهذا يعني أنه جيّد".

وختم:"هذه بعض الأمور التي يمكن لأي إنسان أن يقوم بها. ولكن لا يمكن تحديد الأمور بدقّة على النّظر، في كل الحالات. فالأجوبة التامّة والأكيدة تحتاج الى الالتزام بنتائج فحص العيّنات في المختبرات".


* المصدر: وكالة أخبار اليوم

تعليقات: