أجرى وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، اليوم الخميس تقييماً للأوضاع الميدانية في الشمال، وركز على جاهزية الساحة الشمالية لاحتمال توسيع الحملة العسكرية، وعلى سير عملية إعادة المستوطنين إلى منازلهم ليعلن: "علينا الاستعداد لتدهور الوضع الأمني في الشمال. وقد نفرض حلاً عسكرياً لعودة السكان إلى ديارهم". وشدد غالانت على "أهمية الاستعداد في منطقة الشمال، بما في ذلك مدينة حيفا، لاحتمال تدهور الوضع الأمني تجاه حزب الله إلى حملة واسعة النطاق. وعلى سلامة المستوطنات، وسبل الحفاظ على سير الاقتصاد حتى في حالة التصعيد". وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي يفضل التوصل إلى تسوية سياسية تسمح لمستوطني الشمال بالعودة إلى منازلهم بعد تغير الوضع الأمني على الحدود، لكنه في الوقت نفسه يعزز الاستعداد العملياتي لعودتهم من خلال توسيع الحملة العسكرية". وفي المناقشة أشاد وزير الدفاع بقيادة الجبهة الداخلية والأحزاب المسؤولة عن برنامج "المستوطنين المحليين"، لتعزيز الشعور بالأمن في كل إسرائيل.
وقال غالانت: "ركزنا حديثنا اليوم على سيناريو نصل فيه إلى حرب في الشمال، ونحن ملتزمون بوضع نتمكن فيه من إعادة سكاننا بأمان". وذكر غالانت أنه "إذا لم يحدث هذا السيناريو، ولم نتمكن من إعادتهم بالطرق الدبلوماسية التوافقية، فسوف نصل إلى وضع نحتاج فيه إلى تهيئة الظروف الأمنية التي تسمح بعودتهم"، مضيفاً: "لا أريد أن أتحدث عن المواعيد النهائية، ولا أريد أن أتحدث عن الأساليب، ولكن ذلك سيحدث".
من جهة أخرى أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيليّة، أنّ العضو في مجلس الحرب الإسرائيليّ غادي آيزنكوت كشف أنّ "كابينيت الحرب الإسرائيلي تفادى ارتكاب خطأ، عبر عدم شنّ هجوم استباقيّ ضدّ "حزب الله" في لبنان، في الحادي عشر من تشرين الأول، أي بعد 4 أيام من الهجوم المباغت الذي شنّته حركة حماس". وقال آيزنكوت: "لقد منعنا اتخاذ قرار خاطئ للغاية، لأنه لو اتُّخذ قرار بمهاجمة لبنان، فإننا نكون قد حققنا رؤية يحيى السنوار الاستراتيجية، المتمثلة في إحداث حرب إقليمية فورية". وأضاف: "كنا سنعمل على الفور على تسخير المحور بأكمله في سوريا والعراق وإيران، فيما تصبح حماس، التي سببت لنا أكبر ضرر منذ قيام الدولة، جبهة ثانوية في حالة كهذه". وتابع: "أعتقد أن وجودنا في "كابينيت الحرب" منع إسرائيل من ارتكاب خطأ إستراتيجي خطير للغاية". كما اعتبر أنّه "من المستحيل إعادة المختطفين أحياء دون صفقة، ومن يقول غير ذلك كاذب".
بلدية حيفا
بدورها، حذرت رئيسة بلدية حيفا، عينات كاليش روتيم، من حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. وجاء تحذيرها على خلفية وجود مصفاة تكرير النفط ومصانع كيماويات في خليج حيفا، وقالت لإذاعة 104.5FM اليوم الخميس، إن "شن حرب ليس وارداً بالحسبان إذا لم نكن مستعدين لها". وأضافت كاليش روتم، "نستعد منذ ثلاثة أشهر لسيناريوهات كثيرة جداً. وقريباً سيزورني وزير الداخلية، ودعونا رؤساء السلطات المحلية من حولنا. وعلينا أن ننظر إلى هذا الحدث بمستوى واسع النطاق وبنيوي. ولدينا مطالب كثيرة من أجل تقليص الفجوات، مثل ماذا سيحدث إذ لم تكن الكهرباء والاتصالات متوفرة؟ وماذا سيحدث إذا لم نتمكن من إصدار بيانات للجمهور؟".
وتابعت أنه "توجد متطلبات بنية تحتية كثيرة جداً التي علينا أن نشتريها ونجهزها. وإلى جانب ذلك، فإن كل ما يتعلق بالمواد الخطيرة مقلق جداً، ولست متأكدة من أنه يوجد في دولتنا إدراك حول كيفية البدء في مواجهة هذا الأمر". وقالت كاليش روتين إنه في بداية الحرب على غزة تم خفض كمية المواد الكيميائية في خليج حيفا، "ولاحقا عادت الكميات وارتفعت، ولا أعلم إذا عادت إلى كميات عادية. ومن الجائز أنه بعد أن يهدأ الوضع في الجنوب سيكون بالإمكان إعادة الحسابات حول البتروكيماويات".
وأشارت إلى أنه في حال نشوب حرب واسعة مع حزب الله، "ستدفع حيفا ثمناً باهظاً. ونحن لا نتحدث عن 1400 قتيل، وإنما عن آلاف، وأضعاف الأضعاف". وأضافت أنه "أعتقد أن القيادة تدرك أن (استهداف صاروخي ضد) حيفا وخليجها هو حدث كبير جداً. وآمل أنهم يتصرفون بمسؤولية. ونحن موجودون هنا في وضع معقد للغاية، وأن الكارثة التي حلت بنا في 7 تشرين الأول قد تتسع 100 مرة، إذا لم نتوقف ونفكر بما ينبغي فعله ونعيد تخطيط خطواتنا".
توزيع الغذاء
ولمحت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تتحضر لحرب مع حزب الله ، مستدلة على ذلك بـ"طرود الغذاء". وقالت القناة، اليوم الخميس، إن الحكومة الإسرائيلية تعمل على تحضير طرود غذاء لتكون جاهزة لتوزيعها على سكان المناطق الشمالية، في حال اندلعت حرب مع حزب الله. وكانت إسرائيل أمرت سكان المناطق الشمالية المحاذية للحدود مع لبنان بإخلاء منازلهم، تحسباً لأي تصعيد عسكري.
ويتناغم تقرير القناة مع تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أمس الأربعاء، عندما اعتبر أن احتمال نشوب حرب شمالاً على جبهة لبنان "أكبر مما كان عليه في الماضي". وقال هاليفي خلال تفقده مناورة عسكرية قرب الحدود مع لبنان: "لا أعرف توقيت الحرب في الشمال، لكنني أستطيع أن أقول إن احتمال نشوبها في الأشهر المقبلة أكبر مما كان عليه في الماضي". وأضاف، "سنبدأها مع الكثير من الميزات والانتصار والثقة الذاتية في النفس لدينا، وثقة منخفضة عندهم (في إشارة إلى حزب الله)".
تعليقات: