أرقام الموت غير الطبيعي للبنانيين تعكس أزمات واقعهم

شهد العام 2023 ارتفاعاً في عدد ضحايا حوادث السير والقتل والإنتحار (مصطفى جمال الدين)
شهد العام 2023 ارتفاعاً في عدد ضحايا حوادث السير والقتل والإنتحار (مصطفى جمال الدين)


ينعكس منسوب القلق لدى اللبنانيين كما توترهم وخوفهم من الآتي أمنياً وسياسياً واقتصادياً على ارتفاع معدلات الموت "غير الطبيعي" الذي تؤكده الاحصاءات . فقد شهد العام 2023، ارتفاعًا في عدد حوادث القتل كما في نسبة اعداد المنتحرين، اضافة إلى زيادة كبيرة في عدد ضحايا حوادث السير.

لا يحتاج الأمر إلى خبراء واختصاصيين ليشخّصوا تدهور أحوال اللبنانيين على كل المستويات وانعكاس القلق المتواصل على سلوك الأفراد. يطال ذلك الشباب تحديداً الذي يبدو مستقبلهم ضبابياً وسط افتقاد أي احساس بالأمان في غياب مظلة القانون والدولة، وتراجع مستوى الحياة عموماً.

وبحسب "الدولية للمعلومات" فقد زادت حالات الانتحار بنسبة 23.2%، كما ازداد أعداد القتلى بنسبة 21.7%.


حوادث السير.. قاتلة

تشير أرقام "الدولية للمعلومات" إلى أن "العام 2023 شهد ارتفاعًا كبيرًا في عدد الضحايا الناتجة عن حوادث السير مقارنة بالسنوات الماضية إذ بلغ 439 ضحية مقابل 359 ضحية في العام 2022 و419 ضحية في العام 2021، أي بزيادة نسبتها 22.3%. وفي المقابل، كانت نسبة الزيادة في عدد الحوادث 9% ما يشير إلى أنّ حوادث السير أصبحت أكثر دموية وذلك لعدة أسباب منها:

- السرعة الزائدة

-حالة الطرقات السيّئة مع انعدام الإنارة وكثرة الحفر

- التوتر العصبي

- تعاطي المخدرات والكحول".

وفيما تزداد حملات التوعية، سواء لجهة وضع "خط ساخن" (1564) لمن تراودهم أفكاراً سوداوية أو انتحارية ضمن البرنامج الوطني للصحة النفسية، أو لجهة التوعية على كيفية تجنب حوادث السير، أقله القاتلة منها، فإن الأرقام لا تطمئن إلى نتائج هذه الحملات.

وعلى الرغم من شهرة اللبنانيين في "حب الحياة"، الا أن الموت يتسلل إلى شبابهم من بوابات مختلفة ، قد لا يكونوا منتبهين أنهم تركوها مشرّعة.

تعليقات: