المقاومون خاضوا مواجهات عنيفة جداً في مختلف محاور القتال (أ ف ب)
غزة | في اليوم الثامن بعد المئة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والخامس والثمانين على بدء العملية البرية، زادت قوات العدو من توسّع انتشارها الأفقي في مدينة خانيونس جنوب القطاع. وفي «يوم المعارك الصعب»، بحسب وصف الإعلام العبري، أقرّ جيش العدو بصورة أولية بمقتل 3 ضباط وإصابة نحو 20 آخرين، بعد أن نفّذت القوات البرية الإسرائيلية، عملية التفاف من عدة محاور، وصلت فيها إلى المنطقة الإنسانية الآمنة غرب المدينة. أما في شمال وادي غزة، فقد انسحبت الدبابات المتوغّلة من محور القرم وحي السلام شرق مخيم جباليا، بعد نحو خمسة أيام من المواجهات الضارية التي استطاعت فيها المقاومة استهداف أكثر من عشر آليات، بالقذائف المضادّة للدروع. على أن الانسحاب الأخير لم يخفّف من حدّة العمل المقاوم، إذ لاحق مقاومو «سرايا القدس»، القوات البرية التي تراجعت إلى تخوم مدنية جباليا، بالقرب من المقبرة الشرقية. وهناك، أُطلقت صليات كثيفة من الأسلحة الرشاشة، تجاه مواقع تخييم ومبيت الجنود. كما أعلنت كل من «سرايا القدس» و«كتائب القسام»، عن عملية استهداف مشتركة، بقذائف الهاون النظامية، لخطوط انسحاب وإعادة تموضع العدو شرق مخيم جباليا.الشهادات الميدانية التي قدّمها الأهالي في خانيونس، أكّدت أن المقاومين خاضوا مواجهات عنيفة جداً في مختلف محاور القتال. ووفقاً لشاهد عيان تحدّث إلى «الأخبار»، فقد شوهدت آليات إسرائيلية كثيرة وهي تحترق بعد استهدافها بالقذائف المضادّة للدروع. وفيما تؤخر المواجهات المشتعلة حتى اللحظة، خطوط التواصل بين الميدان و«الإعلام العسكري» التابع لـ«كتائب القسام»، يشير ما رشح من معلومات إلى أن الجهد الميداني لم يشهد أي فتور، على رغم كثافة الغارات الجوية والأحزمة النارية التي مهّدت كل شبر من الأرض تقدّمت إليه الدبابات. وفي هذا السياق، عرضت «سرايا القدس» مشاهد من عملية استحكام مدفعي، دكّت فيها تجمّعات لآليات وجنود الاحتلال في خانيونس. غير أن ما هو نوعي في هذه العملية، هو أن الإحداثيات الدقيقة لتموضع الجنود، حصل عليها مقاومو السرايا، من طائرة استطلاع إسرائيلية مُسيّرة تمكّنوا من السيطرة عليها. كذلك أعلنت «كتائب القسام»، أنها تمكّنت من تفجير دبابة إسرائيلية في محور التقدم الجديد غرب مدينة خانيونس. وفي المنطقة الوسطى، أعلنت مجموعات «الشهيد عمر القاسم» التابعة لـ«الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، عن تمكّنها من إيقاع قوّة إسرائيلية في كمين محكم، داخل «البلوك 7» في مخيم البريج.
المقاومة حصلت على إحداثيات دقيقة لتموضع الجنود، من مُسيّرة إسرائيلية وقعت في يدها
ولم تؤدّ العمليات البرية الموسّعة في جنوب القطاع، والجراحية الدقيقة في شماله، حتى اللحظة إلى الرضى المنشود، لا من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث أعلن جنود الاحتياط الذين سُرّحوا من الحرب أخيراً، في لافتات علّقوها على آلياتهم العسكرية، أنهم لم يحققوا شيئاً، ولا من المحللين العسكريين الإسرائيليين، إذ أقرّت مصادر في جيش الاحتلال لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، بأن «كتائب القسام» و«سرايا القدس»، تمكّنتا على نحو سريع، من إعادة ترميم البنية العسكرية لديهما، في كل منطقة انسحبت منها دبابات العدو، في شمال القطاع ووسطه. كذلك أقرّت مختلف الصحف العبرية، بأن القتال في غزة أصعب بكثير مما كان متوقّعاً، إذ فاقت منظومة التصنيع المحلية، وشبكات الأنفاق، تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
من جهتها، تؤكد مصادر مطّلعة على مستوى تسليح المقاومة، ومخزونها البشري، أن التقديرات الإسرائيلية بأن حركة «حماس» لديها قدرة لا متناهية على تعويض الفاقد من مقاوميها، صحيحة ودقيقة، وذلك لأن غالبية قوات الاحتياط في تخصّصات غير النخبة، لم تشارك فعلياً حتى اللحظة في القتال، إذ إن طبيعة الميدان تقتضي الاعتماد على زمر قتالية لا تتجاوز أعدادها أصابع اليد الواحدة، تتولّى مهمة مشاغلة وإرباك وإلحاق الخسائر بألوية كاملة من جيش الاحتلال.
تعليقات: