الغجر المحتلة
حاصبيا:
بعد المعلومات التي أوردتها "النهار" امس عن قرب انسحاب القوات الاسرائيلية من الشطر اللبناني من بلدة الغجر السورية المحتلة في مهلة اقصاها 45 يوماً، كان لا بد من متابعة هذا الموضوع نظرا الى اهميته مع اكثر من جهة امنية وسياسية لبنانية، وصولا الى قريبين من "اليونيفيل"، للوقوف على حقيقة الوضع والترتيبات لتنفيذ هذا الانسحاب، والجهات العسكرية التي سيوكل اليها هذا الامر، ومصير سكان الشطر اللبناني في حال الانسحاب منه.
واذا نفذت اسرائيل هذا التعهد، فان الامور يفترض ان تجري على الشكل الآتي:
يسلم الاسرائيليون الشطر اللبناني الى القوة الاسبانية العاملة في اطار "اليونيفيل" وينسحبون الى الجزء الجنوبي من البلدة، وتقوم قوات "اليونيفيل" في اعقاب الانسحاب بفصل الشطرين بعضهما عن البعض الآخر وسط البلدة بالاسلاك الشائكة ومكعبات الاسمنت، على ان تبقي بوابة بينهما وسط الساحة العامة حيث يمر الخط الازرق لتمكين السكان من التواصل، واخضاعهم عند الدخول والخروج من خلال هذه البوابة للتفتيش، بما في ذلك السيارات، على ان يسمح لسكان الشطر اللبناني ممن يرغب في مواصلة العمل في اسرائيل "اختياريا"، مع الاشارة الى منع اي كان من سكان الشطرين من دخول الاراضي اللبنانية المحررة، رغم انهم جميعا من الرعايا السوريين، الا انهم يخضعون منذ عام 1967 للاحتلال الاسرائيلي المباشر.
ويشكل الشطر اللبناني ثلثي مساحة البلدة عمرانا وسكانا الذين يبلغ عددهم اكثر من 1600 شخص.
ويمنع بعد تسليمها لقوات "اليونيفيل" على الجيش الاسرائيلي ان يدخل الشطر اللبناني منها، لانها تكون قد انتقلت بحسب القانون الدولي ومضمون القرارين 425 و1701 الى السيادة اللبنانية، ولم تعد لها علاقة بمضمون القرارين 242 أو338 المتعلقين بمرتفعات الجولان السورية المحتلة، على ان يبقى الوضع في الشطر اللبناني في عهدة قوات "اليونيفيل" الى حين الاتفاق على مستقبل مرتفعات الجولان، لان ما ينطبق عليها ينطبق في الوقت نفسه على الشطر السوري من الغجر.
اما دور الجيش من خلال هذا الحل، فهو التمركز عند تخوم الشطر اللبناني، كما هو معمول به حاليا، وعدم الدخول اليه، وعدم التعامل مع سكانه لانهم سوريون.
جرارات في الشطر اللبناني من البلدة. (سعيد معلاوي)
تعليقات: