لا بأس يا خيام فقد تعودت على القصف والهجرة ومعانقة رائحة المغادرين رغم ما يحمله ترابك من سلام وضياء
لا بأس أيتها الشوارع والزواريب
لقد غادرتك أغلب الخطوات
وما من نافذة آمنة لتًلقى نظرة خاطفة على من حمل شحنة الذكريات ورحل مع جار أو حبيب
لا بأس يا شتاء إن لم يعد هناك من أيدي حانية تقطف الليمون والكستناء
وتجز الثوم الأخضر وتُسقط حبات الزيتون
وتفرط قرون البازيلاء
لا بأس يا خيام فقد تعود مرجك على القصف والهجرة
ومعانقة رائحة المغادرين رغم ما يحمله ترابك من سلام وضياء
هناك بيت قد ودع سكانه وانهار ساجدا على الأرض
بعد محاولة يائسة لتفادي صواريخ الأشقياء
وهناك زاوية تلاشت ملامحها ولازال زفت الأرض
رغم تفتته يدق باب الرجاء
ذاك نعش شهيد يمر عبر كروم الياسمين
وتلك ورود أبت إلا أن تأخذ من الكرامة العزاء
ها هو (علي خريس) حمل فناجين الاسبريسو
وبات يغلي قهوته على مفترق طرق الهجرة
ما بين ناصية للأمل وأمنية بالعودة والبقاء
وذاك (علي صادق) الملقب (بأسمر جيفارا)
فتح حقائبه الخالية إلا من الرضا
لتكون مستودعا للخير يختبئ بداخلها سر الأنقياء
وليُثبت بأن الحقائب قد تكون شنطة للمدرسة وحافلة للسفر ومسجدا تصلي فيها الروح رغبة بالعطاء
أهل الخيام لا ينحنون إلا في السجود
وكأنهم أشجار صنوبر تميل مع خط الاستواء
أهل الخيام وإن تهجروا لوقت إلا أن أرواحهم باقية كمصدات تحيط بهالة من الحنين نهار الخيام والمساء
ومع هذا لا زلنا رغم البعد نشم رائحة التراب الأحمر من صور أحمد نبيه عبدالله وكأننا في بث مباشر مع طبيعة الخيام على الهواء
نحن أهل الخيام نباري الأقدار بالصمود
ونُحرك جاروشة الأيام لنطحن قساوة البعد
حتى يخرج دقيق النصر من رحى العزة والولاء
وحين تغلق كل منافذ العودة
نهرول الى (موقع الـ "خيام دوت كوم") لنرسو على شاطئ (أسعد رشيدي) حيث نحط رحالنا لنتزود بمؤونة الألفة وننصب خيامنا على رمال المودة حتى تحرير كامل أرضنا
من الأعداء
نحن أهل الخيام كلما اجتز البعد من وصالنا اقتربنا بالوفاء
وكلما حطم العدو لنا بيتا شيدنا من حطام الحرب غلافا للبقاء
نحن الذين لم نبايع شيا في سفارات الخيانة والبلاء
نحن الذين كلما سقط من الخيام شهيدا أطلقنا الزغاريد
وقلنا للشهادة هل من مزيد الى العلياء
نحن المنشطرون ما بين الأدب والعلم والجهاد من الألف الى الياء
وسنبقي عائلة واحدة وإن حولوا الخيام الى صحراء
نحن العابرون على خرائط الهجرة من الجنوب للشمال الى خارج لبنان ستبقي الخيام مهدنا حتى ترتقي أرواحنا السماء..
بقلمى هدى صادق
ها هو علي خريس حمل فناجين الاسبريسو وبات يغلي قهوته على مفترق طرق الهجرة ما بين ناصية للأمل وأمنية بالعودة والبقاء
نحن أهل الخيام الذين لم نبايع شيا
الكاتبة الشاعرة هدى صادق
تعليقات: