كان للطيران الحربي جولات متعددة في سماء الجنوب (Getty)
بعد ليلة من القصف العنيف والهجمات التي شنها حزب الله ضد مواقع اسرائيلية، لا سيما قاعدة ميرون العسكرية، رداً على استهداف العدو الإسرائيلية سيارة في وسط مدينة النبطية.. تواصلت اليوم الجمعة المواجهات بين الحزب وجيش الإحتلال. فشنت مسيّرة للجيش الإسرائيلي قرابة الثامنة والنصف صباحاً غارة على منزل في حي المعبور في بلدة عيتا الشعب- قضاء بنت جبيل، وأطلقت في اتجاهه صاروخاً موجهاً أدى إلى إحداث أضرار كبيرة فيه. كما تعرضت بلدة كفركلا لقصف مدفعي من دبابة "ميركافا".
في المقابل، أشار "حزب الله" في بيان إلى أن "مجاهدي المقاومة استهدفوا عند الساعة 11:15 من صباح اليوم الجمعة التجهيزات التجسسية في ثكنة دوفيف بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابةً مباشرة".
إلى ذلك، عاشت قرى القطاعين الغربي والأوسط ليلاً ساخناً، بسبب الاعتداءات الاسرائيلية، حيث سجلت الأحداث إغارة الطيران الحربي الاسرائيلي على أطراف بلدتي طيرحرفا والجبين وبلدة الضهيرة. وحتى قبيل منتصف الليل، قصفت مدفعية الجيش الاسرائيلي أطراف بلدات الناقورة ويارين والجبين والضهيرة وعيتا الشعب. ودوى عدد من الانفجارات مساء في قرى قضاء صور، نتجت عن انفجار أكثر من صاروخ اعتراضي.
وكان للطيران الحربي جولات متعددة في سماء الجنوب.
مستوطنو الشمال غاضبون
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس بلدية كريات شمونة، أفيحاي شترن، قوله: "إن مستوى القلق ارتفع لدى المستوطنين في كريات شمونه، مع الشعور بالإحباط. وعلى مدى يومين، أتلقى مكالمات منهم وهم في حالة هستيرية، ويشعرون بالخوف من أنه في لحظة سيُطلب منهم العودة إلى الشمال. وكل هذا بينما لا يتم فعل أي شيء لدرء الخطر الذي يهدد حياتنا". وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن رؤساء المستوطنات الشمالية الأعضاء في منتدى "خط المواجهة" سيجتمعون، اليوم، بقائد المنطقة الشمالية، اللواء أوري غوردين.
وحسب الصحيفة، يعتزم المجتمعون مطالبة غوردين بوقف إطلاق النار المتواصل من حزب الله على مستوطنات الجليل، وإظهار تصميم أكبر في ضوء الواقع الأمني الذي ظهر في المنطقة منذ اندلاع الحرب قبل أربعة أشهر، على حدّ تعبيرهم.
من جانبه، رأى رئيس المجلس الاقليمي في الجليل الأعلى، غيورا زلتس، أن تل أبيب وجيشها ارتكبا خطأ كبيرًا بإقامة حزام أمني داخل إسرائيل. ورأيه، أنّه يجب على الجيش نقل منطقة "الدفاع" إلى الأراضي اللبنانية. وشدّد: "يجب أن يكون الجيش الإسرائيلي موجودًا في شمال الحدود، ويفصل بين السكان وعناصر حزب الله"، مضيفًا: "بعد أربعة أشهر من إخلاء سكان الشمال، ومن إدارة حزب الله للحدث، يجب تغيير قواعد اللعبة، فمن الخطأ أن تقول الحكومة ومعها الجيش إننا قد نستمر في هذا الواقع لعدة أشهر، وليس من الصواب لنا -نحن سكان الشمال- أن نقبل بذلك"؛ وفقًا لتعبيره.
الشيخ قاووق
بدوره شدد عضو المجلس المركزي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، على أن "الحزب يعمل لحماية أهلنا وبلدنا، وليس لتطمين العدو الإسرائيلي، ولسنا من يستجدي أمننا أو أمن أهلنا وبلدنا من أحد". معتبراً أن الوفود الأجنبية التي تأتي إلى لبنان، إنما تأتي لتروّج المطالب الإسرائيلية. يريدون ضمانات لإسرائيل، ولسنا نحن من يعطي الضمانات للعدو، الذي يعلم أن أي معركة مع لبنان ستكون نتيجتها أشد وأكبر من هزيمة غزة، وعندما يفكّر بالحرب مع لبنان، يحسب ألف حساب، لأن المقاومة أعدت لكل الاحتمالات والمفاجآت، ولبنان لن يكون إلا ساحة لهزائمهم، وساحة لانتصاراتنا".
تعليقات: