إذا نشبت الحرب مع حزب الله ستجد إسرائيل نفسها في ورطة خطيرة
تحت عنوان: "يمكن لإسرائيل أن تتجنب الحرب في الشمال"، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مقالاً تشير فيه إلى ضرورة التركيز على المفاوضات مع الأميركيين، للوصول إلى حل سياسي وديبلوماسي، لتجنب التصعيد مع لبنان.
ويرد في المقال: "إن العلاقة بين الحرب في غزة والحرب المحتملة في لبنان أوسع مما تبدو. وإذا استمرت الحرب في غزة لأشهر عديدة أخرى، حتى تحقيق "النصر الكامل"، فمن المؤكد تقريباً أن حرباً شاملة سوف تندلع أيضاً في لبنان في عام 2024. ومن ناحية أخرى، إذا أمكن للحرب في غزة أن تنتهي في عدد من الأوقات، أسابيع مثلاً، يمكن تجنب الحرب في لبنان من خلال الدبلوماسية".
تضيف الصحيفة: "تفسير ذلك بسيط. حزب الله ملتزم، ليس فقط من خلال تصريحاته العلنية، بمواصلة الصراع على الحدود الشمالية طالما أن القتال في غزة مستمر. وإذا استمرت تلك الحرب، فإن الحرب مع لبنان أمر لا مفر منه بسبب تطورين محتملين: تصعيد القتال عبر الحدود، أو القرار الإسرائيلي ببدء الحرب، نتيجة للضغوط التي يمارسها السكان النازحون في شمال إسرائيل لإنهاء الأزمة. إن المصلحة الإسرائيلية هي تجنب حرب شاملة في الشمال هذا العام، الأمر الذي قد يكون بالتالي حافزاً لإنهاء القتال في غزة في أسرع وقت ممكن. لكن على الحكومة الإسرائيلية أن تقرر ذلك، وألا تبقى منغمسة في شعارات "النصر الكامل" الجوفاء. ويمكن لإسرائيل أن تطالب كشرط أول، وليس الوحيد، بعودة سريعة لجميع الرهائن المحتجزين في غزة".
وتتابع: "على سبيل المثال، بما أن هناك قلقاً كبيراً في مصر والأمم المتحدة والغرب وبين الدول العربية بشأن هجوم إسرائيلي على رفح، يمكن لإسرائيل أن تطالب كتائب حماس الأربع هناك بإلقاء أسلحتها والاستسلام، ليس حتى لإسرائيل، بل لمصر. يمكن للمصريين بعد ذلك دخول المدينة وجمع الأسلحة. وبالتالي، ضمان عدم مقتل أي إرهابي من حماس. وهذا يمكن أن يخدم الجميع ما عدا يحيى السنوار. إن الافتقار إلى حل إسرائيلي خلاق، من شأنه أن يطيل أمد القتال، وبالتالي يؤدي إلى حرب غير ضرورية مع لبنان".
ويشير المقال إلى أنه "إذا كانت حرب شاملة مع لبنان مطروحة على الطاولة، فلا بد من إقناع الولايات المتحدة بدعمها، رغم أنها تتعارض مع السياسة الأميركية. وفي ظل ظروف معينة، يمكن لإدارة بايدن أن توافق على دعم إسرائيل في الحرب ضد حزب الله. ولكن ليس ضد دولة لبنان، لأن ذلك قد يؤدي ذلك إلى كارثة. ولا تستطيع إسرائيل أن تهزم حزب الله خلال فترة زمنية معقولة وبتكلفة معقولة. وإذا تم جرها إلى الحرب، التي حاولت فيها تدمير ترسانة الجماعة المدعومة من إيران، والتي تتضمن 200 ألف صاروخ، فسوف ينهار الاقتصاد الإسرائيلي قبل تحقيق الهدف. ومن ناحية أخرى، فإن إسرائيل قادرة على تدمير البنية التحتية للاتصالات والطاقة والنقل في لبنان بسهولة، ويمكنها تحويل بيروت إلى ركام. وهذا هو خوف حزب الله. لقد قدم نفسه لسنوات على أنه منظمة لبنانية وطنية تحمي لبنان. تدمير الدولة سيجلب له الكارثة، وبالتالي يشكل رادعاً للحرب مع إسرائيل، وإذا اندلعت ستكون حرباً قصيرة".
ويختم المقال "والآن، حان الوقت للتوصل إلى تفاهم مع الأميركيين، لأنه إذا لم يتم التوصل إلى ذلك، وعلى أعلى المستويات، فستجد إسرائيل نفسها في ورطة خطيرة. وكما هي الحال في غزة، فإن الحروب لا تُخاض بالقوة العسكرية فحسب، بل أيضاً بالفكر السياسي، وهو ما تفتقر إليه إسرائيل بشدة".
تعليقات: