عدنان سمور: ماذا ينتظر العالم اليوم؟


يعيش الصهاينة والغرب الجماعي الداعم لهم اليوم ، مرحلة المكابرة الفاقدة للواقعية ، مكابرة لا تتناسب مع حجم الإخفاقات التي تعرضوا لها في مواجهاتهم التي اعقبت اجتياحهم للبنان على كافة الجبهات ، سواءً في لبنان أو ايران أو العراق أو اليمن أو سوريا أو أفغانستان ، أو الإنتفاضات والمواجهات المتعاقبة التي قام بها الشعب الفلسطيني ، والتي تُوِّجت بطوفان الأقصى ، الذي مثل الإعلان العملي للقرار الفلسطيني الحاسم باستحالة تقبل الشعب الفلسطيني للروحية العدوانية الصهيونية بعد اليوم ، مهما بلغت قوتها وبلغ بطشها ، ومهما تمادى الغرب الإستعماري الإمبريالي في دعمها ومساندتها وتغطيتها ، ومن خلال تحييده لتأثيرات المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية والقضائية عليها ، كما اعلنت عملية طوفان الأقصى ، ولادة اللحظة التاريخية للإنطلاق الفعلي لمحور المقاومة ، المصمِّم على عدم السماح ، لقوى الهيمنة العالمية بالإستفراد بأي مكوِّنٍ من مكونات هذا المحور بعد اليوم ، وعلى وجه الخصوص ، المكون الفلسطيني الأكثر قداسة ونبلاً واستحقاقاً للخلاص في هذا المحور.

وهذان الإعلانان باتا يمثلان ، المعضلة التي وُضِعت في وجه الصهاينة وداعميهم ، والتي يستحيل عليهم حلها بدون ، التراجع والإعتراف بالهزيمة ، والإعتراف بالتغيُّرات الجوهرية التي طرأت على العالم اليوم ، خاصة ما يتعلق منها بوعي الشعوب المستضعفة ، ونضوج تجربتها وإمكاناتها .

لذلك نحن نعيش اليوم ، مرحلة انتظار ٍ ، تمثل الوقت الذي يحتاجه الصهاينة واسيادهم ، ليهضموا الهزيمة الماحقة التي لحقت بهم بعد عملية طوفان الأقصى ، ويقبلوا بدفع أثمان جرائمهم وعدوانهم التاريخي ، على شعب المنطقة وثرواتها ، وهذا الوقت بات محدوداً ووشيكاً بإذن الله.

ع.إ.س

باحث عن الحقيقة

18/02/2024

تعليقات: