المنتظر الحقيقي هو من يمهد ظروفه وظروف مجتمعه مهما كانت الصعاب، أجيال لا ترهبها الحروب.. ومعنى الانتظار الحقيقي بإتمام الأعمال السابقة

في الانتظار حذاقة وفراسة، وحسن تقدير للأمور في مستقبلها في أعمال يمارسها المنتظر. وإن المنتظر الحقيقي هو من يمهد ظروفه وظروف مجتمعه رغم الصعاب.

والانتظار هو معنى الترقب ومفهومها هو كيفية نفسانية ينبعث منها التهيؤ لما ننتظره.

جميعنا ننتظر وقد يقضي البشر ثلث اوقات اعمارهم في الانتظار؛ ولكن الصحيح في المنتظر هو ذلك الشخص الذي يكون مهيئاً، متمماً لكل الأعمال السابقة.. هذا هو معنى الانتظار الحقيقي!

فالإنتظار الحقيقي هو العمل بجدية متناهية وعلى كل الصعد.

في فلسفة الانتظار أجيال لا تهاب الموت، بل تصرّ على استيعاب الأمور وهي أجيال تعمل وتحقق المستحيل.

في زمن الانتظار أجيال نصر مؤكد بعد أجيال متعاقبة من الهزائم.

أجيال لا ترهبها الحروب، وتؤمن بأن العلم والثقافة اقوى من الموت، لا بل نقيضه، وطائر الفينيق سينبعث من رماده ونبع الحياة سيتجدد كل عام ناصعاً كثلج لبنان.

* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في 3 آذار، 2024