الحزب وحلفاؤه نحو السيطرة على نقابة المهندسين

فاز 30 مرشحًا من لائحة مصممون (علي علوش)
فاز 30 مرشحًا من لائحة مصممون (علي علوش)


معركة طاحنة خاضها حزب الله داخل نقابة المهندسين، هدفها الأساسي التغلب على خصمه حزب القوات اللبنانية، من خلال الحصول على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التي أجريت اليوم الأحد، 10 شباط، في نقابة المهندسين في بيروت، لانتخاب خمسة أعضاء للفرعين الأول والسابع من نقابة المهندسين، و310 مندوبًا في جميع فروع النقابة. وقد حقق تحالف (حزب الله- حركة أمل- التيار الوطني الحر) فوزًا كاسحًا، ونجح جميع مرشحيه في الحصول على جميع المقاعد الشاغرة في الفرع الأول (5 مقاعد) وهم: فضل الله المستراح (665 صوتًا)، علي مراد (645 صوتًا)، بول ناكوزي (593 صوتًا)، فادي قرداحي (578 صوتًا)، عصام جحا (542 صوتًا). كما نجح تحالف 8 آذار في الفرع السابع أيضًا وحصل على أربعة مقاعد، وذلك بفوز واصف رحيل (236 صوتًا)، جويس المتني (218 صوتًا) وهالة شاهين (211 صوتًا)، عباس صباح (203 صوتًا)، وكان المقعد الخامس من حصة حزب القوات اللبنانية وربحته المهندسة فكتوريا عمون (238 صوتًا).


"معركة طاحنة"

صُنّف هذا الاستحقاق الانتخابي على أنه من أشرس المعارك بين الأحزاب السياسية وتحديدًا بين حزب الله والقوات اللبنانية، فانقسمت الأحزاب إلى ثلاث مجموعات؛ الأولى هي تحالف (حزب الله- حركة أمل- التيار الوطني الحر)، المجموعة الثانية ضمت تحالف (حزب القوات اللبنانية- الكتائب اللبنانية- تيار المستقبل)، أما حزب التقدمي الاشتراكي ففضّل عدم التماشي مع أي تحالف، رافضًا تقديم الدعم إليهما، إلا أنه وفي الساعات الأخيرة مرّر بعض الأصوات لصالح الطرفين. وقد رجحت بعض المصادر المتابعة أنه اتخذ هذا القرار لإرضاء الطرفين سياسيًا.


الحاجة إلى التغييريين!

والحال، فإن قواعد اللعبة الانتخابية التي اعتمدتها الأحزاب السياسية هذه المرة كانت مختلفة عن جميع الانتخابات السابقة في نقابة المهندسين. ففي السابق كانت تتعمد الأحزاب السياسية دعم بعضها البعض لعرقلة وصول أي مرشح تغييري، لكن اليوم حُصرت المعركة بين تحالفي 8 و14 آذار، وفي خطوة فُجائية، حاولا استقطاب وجذب أكبر عدد من المجموعات التغييرية والمستقلين، وإقناعهم بتأمين الدعم لهم. وحسب معلومات "المدن" حاولت الأحزاب السياسية التقرب من المجموعات التغييرية وطلبت مساندتهم في هذه المعركة، مقابل تقديم الدعم الكامل لجميع المرشحين من لائحة المجموعة التغييرية، إلا أن هذا العرض لم يمر وجاء الرفض سريعًا.

تنطلق أهمية هذا الاستحقاق الانتخابي بأنه ترجمة فعلية لـ"حساسية" المرحلة الثانية للانتخابات المرتقبة في نيسان المقبل، حين سيتم انتخاب النقيب وأعضاء لمجلس النقابة. لذلك فرضت الأحزاب السياسية ثقلها داخل نقابة المهندسين لتأمين فوزها في المرة المقبلة.

وحسب معلومات "المدن"، فقد شارك حوالى 3 آلاف مهندس في المرحلة الأولى، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد في المرحلة الثانية، وعلى بعد أسابيع من هذا الاستحقاق، بدأت التجهيزات داخل نقابة المهندسين، وباشرت الأحزاب السياسية والمجموعات التغييرية بعقد اجتماعات ولقاءات موسعة مع المرشحين لمنصب نقيب من أجل التباحث والاطلاع على أهداف كل مرشح.


وعلى الرغم من فوز تحالف 8 آذار اليوم، إلا أن لائحة "مصممون"، النابعة من المسار التغييري الذي انطلق في 17 تشرين الأول العام 2019، حققت نجاحًا أيضًا من خلال فوز العدد الأكبر من مرشحيها خلال الانتخابات التي أجريت لاختيار 310 مندوبًا وتوزيعهم على فروع نقابة المهندسين، وفاز 30 مرشحًا من لائحة "مصممون" من أصل 44، فيما توزع العدد المتبقي على جميع الأحزاب السياسية. والذي صار محسومًا أن نقابة المهندسين ستشهد معركة محتدمة بين الأحزاب السياسية في شهر نيسان المقبل.

تعليقات: