3صحافيين عرب في بي بي سي بينهم لبنانية يتعرضون لتحريض اسرائيلي


شنّ اسرائيليون ومؤيدون لها، حملة على صحافيتين في "بي بي سي"، على خلفية تقرير أعداه عن "مستشفى ناصر"، واثبتا فيه الانتهاكات الاسرائيلية باقتحام المستشفى في 10 شباط/فبراير الماضي.

وكشف التقرير الذين نشرته "بي بي سي" في 14 آذار/مارس، عن شهادات قدمها أفراد من الطاقم الطبي للمستشفى، قالوا إنهم تعرضوا للاحتجاز والضرب والإذلال على يد قوات الجيش الإسرائيلي خلال مداهمتها المجمع الطبي، مما أدى الى ادانة عالمية للاحتلال، ودفع حكومة المملكة المتحدة إلى مطالبة إسرائيل بإجابات.

كذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن إسرائيل تتحمل "مسؤولية أخلاقية" للتحقيق في التقارير الموثوقة عن انتهاكات وخروقات للقانون الدولي الإنساني، كما وصف وزير الخارجية اللورد كاميرون قصة الاقتحام بأنها "مزعجة للغاية" ودعا إلى "إجابات".

وأشعلت هذه المساءلة حملة اسرائيلية عبر وسائل إعلام بريطانية، ضد العاملين العرب على إنجاز التقرير، وهم الصحافية اللبنانية في مكتب بيروت ماري-جوزيه القزي، والصحافية في مكتب "بي بي سي" في لندن سهى ابراهيم، والمراسل في القدس معاذ الخطيب الذي شارك في التغطية، وهو ما لم تخفه "دايلي مايل" بتقرير نشرته الاحد.

واستهلت "دايلي مايل" تقريرها الاحد بالقول: "صحافيو (بي بي سي) الذين يقفون وراء تقرير اتهم الجنود الإسرائيليين بضرب وإذلال المسعفين في أحد مستشفيات غزة، أبدوا إعجابهم بمقاطع فيديو تحتفل بهجمات حماس الإرهابية ومنشورات مناهضة لإسرائيل على الإنترنت".


سهى ابراهيم

وقالت "ديلي مايل" إن مراسلي "بي بي سي العربية"، سهى إبراهيم وماري جوزيه القزي، كان لهما الفضل في العمل على القصة.

وقالت إن إبراهيم "أبدت إعجابها بمقطع فيديو لنشطاء "X of Philippines Action" وهم يقطعون لوحة زيتية لرئيس الوزراء البريطاني السابق آرثر بلفور" صاحب وعد بلفور الشهير.

وأفادت "دايلي مايل" بأنه في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، "أعجبت" ابراهيم بمقاطع فيديو لأشخاص في لبنان وتونس وهم يهتفون ويرقصون ويلوحون بالأعلام الفلسطينية في الشارع في احتفال واضح. كما أعجبت إبراهيم بمقطع فيديو لمشجعي كرة القدم المصريين وهم يهتفون "أرواحنا بالدم من أجل فلسطين" في أعقاب الهجمات.


ماري-جوزيه القزي

وبينما لم يجد مؤيدو اسرائيل أي تغريدة أو إعجاب يدين ماري-جوزيه القزي أو يؤشر الى شبهات بالانحياز، زعموا أنها كانت نشرت تغريدة في العام 2018 وصفت فيها إسرائيل بأنها "دولة فصل عنصري"، قبل أن تحذف التغريدة، وهي مزاعم غير مثبتة، يجري تناقلها فقط عن "باحثين في معاداة السامية".


وطاولت الحملة أيضاً، الصحافي المستقل معاذ الخطيب، المقيم في القدس، والذي يعمل بدوام جزئي في وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". واتهم في وقت سابق بأنه كان قد نشر منشوراً أثناء إجازته في تايلاند في عام 2016. وكتب: "أنا أهرب من المدينة إلى الشرق الأقصى، وأجد يهوداً أكثر من السكان المحليين في جزيرة كو فانجان".

الحال أن تلك الاتهامات، لا تحمل دلائل على "عنصرية" أو "معاداة سامية"، وتنطوي على حرية رأي وتعبير، ولم تؤثر على التغطية في "بي بي سي"، كما لم تدفع الصحافيين الى انحياز مهني، أو منطقة خارج الحياد الذي تقول "بي بي سي" إنها تكرسه في تغطياتها.


انتقام

لكن حجم الحملة على "بي بي سي"، وعلى الصحافيين أنفسهم، يأخذ شكل الانتقام. فقد وصف النائب المحافظ اليهودي أندرو بيرسي BBC بأنها مصابة ب"رهاب إسرائيلي"، متهماً القناة باستخدام "مراسلين يبدو أنهم معادون علناً لإسرائيل وربما معادون علناً لليهود"، مدعياً أن هذا الجانب "يوضح المشكلات التي تواجهها بي بي سي هنا بشأن نقل هذه الأخبار".

وبدا أنه ينتقد تعليق كاميرون، قائلاً إن ما تم الكشف عنه هو"تذكير في الوقت المناسب لجميع الوزراء والسياسيين ليكونوا حذرين للغاية بشأن التعليق على التقارير قبل أن تتضح الحقائق ومن يقف وراءها".

من جانبه، ادعى داني كوهين، المدير السابق لتلفزيون (بي بي سي)، أن هيئة الإذاعة البريطانية "لا تنفذ أبسط الضوابط على صحافييها"، مضيفاً: "إنها تسخر من التزام هيئة الإذاعة البريطانية بالحياد".

وليست المرة الاولى التي تختبر فيها "بي بي سي" أزمة مشابهة، ففي تشرين الاول/أكتوبر الماضي، قالت الهيئة إنها تحقق مع ستة من موظفي "بي بي سي العربية" بشأن مزاعم بأن الصحافيين برروا قتل مدنيين إسرائيليين على يد "حماس"، وذلك في حساباتهم في مواقع التواصل.

تعليقات: