كاظم الساهر «قيصر الأغنية العربية»

الواقع أن الحديث عن التركيبة النفسية والأخلاقية للمطرب العربي واختلالها تصاعدت وتيرتها في الأشهر والسنوات الماضية بشكل غريب. والنقد يوجه الى المطربين في تعاطيهم العفوي مع الناس.

ففي أيامنا الحالية تغيرت تركيبة المطرب النفسية والأخلاقية بحيث يظهر جليا طمس ارتباطه الانساني بالآخرين؛ وربما طريقة احترامه لهم كذلك.

ونحن نراقب حركة المطربين والمطربات من على خشبات المسارح نتأثر بما تحركه حولنا افعالهم من ردات فعل عفوية ومشينة مع الجمهور. و قد غدت عفوية التعاطي مع الجمهور مسألة تتعدى في أبعادها تاريخ المطرب وتسلط الضوء على ما وصل إليه الفن من مستوى هابط من خلال تعاطي المطرب الإنساني والواقعي المباشر مع الجمهور. تاريخ من الخلل. وتفاقم في الخلل. واليوم تأخذ حّدة الخلل منحا جديدا، هو أخطر مما سبق.

لا يحزن المرء أكثر من حزن الأيام الحلوة التي نمر بها؛ حزن آخر ومن نوع آخر. حزن على احترام أصوات ضاع تاريخها أدراج الرياح. حيث بقية مشكلة المطرب وأزمته الإنسانية عالقة واستشرى ما ترتب عليها من تبعات. فسقط المطرب من خلال أفعاله حيث سقطت مكانته وقدسيته الإنسانية.

في إطار موسم الأغاني والمسلسلات الأصيلة والبعيدة عن الواقع والتي ليست منا وليست لنا، إن سألوك عن سبب عزلتك قل لهم أخيط جراحا لا ترونها.

* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في 19 آذار، 2024