المهندس عدنان سمور
اميركا والغرب الجماعي خَلقوا إلَه الليبرالية وطلبوا من كل المجتمعات البشرية التقرب من هذا الإله والتعبد بتعاليمه ، ليكونوا لائقين بالحضارة والبقاء وإحترام الدول العظمى ، ولكن عندما تأثرت مصالح الغرب الجماعي بزعامة أميركا وشعروا بالخطر الوجودي على مصالحهم ، نتيجة نهضة الشعوب ، وإصرارها على التحرر من هيمنتهم وإحتلالهم وتسلطهم المزمن ، وإزدواجية معاييرهم ، وعدوانهم ونهبهم لثروات الشعوب ومستقبل الشعوب وأحلامها وآمالها ، وقد مثَّلت نهضة الشعب الفلسطيني العظيم ، قمة الإرادة التحررية لشعوب العالم ، خاصة في عملية طوفان الأقصى التي توجَّت عمراً طويلاً من الإصرار الفلسطيني على المقاومة وحفظ الذاكرة الشعبية الحرة الأبية ، الأمر الذي حمل الأميركيين والغرب الجماعي ، على أن يحطموا إله الليبرالية المقدس الذي صنعوه ودعوا الناس لعبادته ، ويأكلونه على مرأى ومسمع من العالم ، بكل قبحٍ ونذالة وتوحش ، تماماً كما كان يصنع الجاهليون إلهاً من التمر ، فيعبدونه في أيام رفاههم ورغدهم ، ويدعون الناس إلى عبادته وتقديسه ، وعندما يأتي القحط ، يحطِّمون إلههم الذي صنعوه ، ويأكلونه على مرأى ومسمع من العالم.
وهكذا تفعل المعتقدات الفاسدة والنوايا الخبيثة بأصحابها ، في وقت يكونوا يحدثوا فيه أنفسهم بإقتراب وصولهم إلى قمة النعيم والإنتصار والتحكم بمصير العالم ، وإذ بهم يصلون إلى قعر الهزيمة والإنكسار والفضيحة الأخلاقية وإنكشاف البشاعة المخبَّأة والمموهة بالخداع والكذب والنفاق.
وهكذا أثبت الغرب الجماعي بزعامة أميركا ، أن قمة ليبراليتهم المزيفة ، هي الجاهلية بأبشع صورها.
ع.إ. س
باحث عن الحقيقة
19/03/2024
تعليقات: