محاولة اغتيال فاشلة بالبقاع.. وإسرائيل تعاني مشكلة استراتيجية شمالاً

عادت وتيرة المواجهات بين حزب الله والإسرائيليين إلى التصاعد (Getty)
عادت وتيرة المواجهات بين حزب الله والإسرائيليين إلى التصاعد (Getty)


ما إن أحاطت أجواء تشاؤمية بالمفاوضات الحاصلة بين اسرائيل وحركة حماس، حول الوصول إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة، وصفقة تبادل للأسرى، حتى انعكس الأمر تصعيداً في مختلف الجبهات والميادين. وعادت وتيرة المواجهات بين حزب الله والإسرائيليين إلى التصاعد. التصعيد دفع بالإسرائيليين إلى استهداف مدينة بعلبك منتصف ليل السبت الأحد، والعودة إلى استهداف السيارات ظهر الأحد، من خلال محاولة اغتيال فاشلة في بلدة الصويري في البقاع الغربي، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف هذه المنطقة منذ بداية المعارك.


محاولة اغتيال

وقد نفذ الطيران الإسرائيلي المسيّر غارة استهدفت سيارة على طريق بلدة الصويري، قرب معبر المصنع، في البقاع الغربي، ما أدى إلى استشهاد سائق السيارة وهو سوري الجنسية، مع الإشارة إلى أن السيارة المستهدفة من نوع "رابيد" زرقاء، يقودها عامل سوري في قطاع البناء، وبترت يداه وساقاه، ونقل حياً إلى احد مشافي المنطقة، قبل أن يتوفى متأثراً بجراحه. وأفادت المعلومات بأن السيارة المستهدَفة كان في داخلها مواد غذائيّة، ويملكها أحد الأشخاص من آل صميلي، الذي يملك سوبرماركت في منطقة المصنع. وحسب المعلومات، فإن سيارة أخرى كانت مستهدفة إلا أن الضربة اصابت سيارة الرابيد.

وكانت مدفعية الجيش الإسرائيلي قد استهدفت فجرا منطقة "قطمون" في الأطراف الجنوبية لبلدة رميش ومنطقة "رباع التبن" و"الشيف" في أطراف بلدة كفرشوبا. وسجل تحليق مكثف للمقاتلات الحربية الإسرائيلية على طول الخط الحدودي مع لبنان قبل ظهر اليوم. كما تعرضت أطراف الناقورة لقصف مدفعي اسرائيلي، واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي ظهر اليوم منزلاً في بلدة عديسة الحدودية، كما استهدفت المدفعية الاسرائيلية لأطراف بلدتي طيرحرفا وعلما الشعب بعدد من القذائف المدفعية.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان صدر عنه، إن طائراته المقاتلة "هاجمت مبنى عسكريا لحزب الله في منطقة عيتا الشعب وبنية عسكرية أخرى للتنظيم في منطقة العديسة، وذلك بعد رصد مخربين يعملون في المكان". وأضاف أنه رصد خلال ساعات اليوم إطلاق 3 صواريخ مضادة للدبابات في جنوبي لبنان إلى منطقة شتولا ومرتفعات رميم، وهاجمت القوات مصدر إطلاق النار إلى جانب عدة مناطق أخرى في لبنان تمت مهاجمتها لإزالة التهديد".

وفي المقابل، نعى حزب الله الشهيد حسين علي أرسلان "مصطفى" مواليد عام 1983 من بلدة الطيبة في جنوب لبنان، وعلي محمد فقيه "ذوالفقار" مواليد عام 1993 من بلدة انصارية في جنوب لبنان كما أعلن الحزب استهدافه عند الساعة (11:10) من اليوم الأحد موقع جل العلام بقذائف المدفعية وأصابه إصابةً مباشرة". كما استهدف ‏الحزب "عند الساعة (12:50) من ظهر اليوم تجهيزات تجسسية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابةً مباشرة". وبعد الظهر استهدف الحزب مبنى في مستعمرة المنارة، وموقع رويسات العلم، وموقع المرج.


مشكلة استراتيجية

وحذّر رئيس مجلس الجليل الأعلى شمالي فلسطين المحتلة جيورا زالتس، في مقابلته مع إذاعة "FM103" الإسرائيلية، من "أزمة في الشمال قد تستمر لسنوات عديدة مقبلة"، منتقداً أداء الحكومة الإسرائيلية بشأن الجبهة مع لبنان. وقال زالتس: "نشعر أننا متروكون، وهذا واقع لا يمكن القبول به"، في تعليقه على الهجوم الكبير الذي نفذته المقاومة الإسلامية في لبنان باتجاه الجولان المحتل فجراً، مستنكراً "غياب أي خطّة للحكومة للتعامل مع التهديدات"، وعدم تنفيذ الوعود التي قطعت لهم.

وشدّد، على أنّ "حزب الله هو التحدي الأقوى والأكبر والأخطر"، متوجهاً إلى المسؤولين الإسرائيليين بالقول إنّه "لأجل ذلك، لا يمكنكم التعامل مع الشمال على أنّه ساحة جانبية". وبشأن الوضع على الأرض في مستوطنات الشمال، قال صاحب مزرعة دجاج من مستوطنة "دوفيف" لقناة "كان" الإسرائيلية: "نحن نازحون منذ 6 أشهر، وليس لدي حياة لقد مللنا ويئسنا، لا يمكن الاستمرار على هذا النحو". وأضاف، أن الحكومة "لا تقدم حلولاً، ولا سيما مع تواصل إطلاق الصواريخ المضادة للدروع"، مؤكداً أنّ "80% من الإسرائيليين لا يريدون العودة إلى دوفيف".

من جهته، قال أمس العقيد في احتياط "الجيش" الإسرائيلي، كوبي ميروم، إنه "كأحد سكان الشمال، يرى أنّ الكابينت فقدَ هذه الجبهة" مؤكداً أنه "يوجد هنا مشكلة استراتيجية، وحرب استنزاف على مدى أشهر طويلة، من دون أيّ حل". وأضاف ميروم: "أعتقد أنّ الإجراءات السياسية (من جانب الحكومة)، وتفعيل النيران من جانب الجيش الإسرائيلي، لا توفر الشروط التي تعيد الـ 70 ألفاً، الذين نزحوا"، مُشدّداً على أنّ "الكابينت لم يهتم بالشمال، ولم يتخذ قراراً بشأن الهدف"، المتمثّل بإبعاد خطر حزب الله.

تعليقات: