نقلت فرانس برس بأن طائرات إسرائيلية استهدفت في الصويري في البقاع الغربي سيارة رابيد لشخص يملك سوبر ماركت ويقودها شخص سوري يبدو أنها كانت تنقل موادا غذائية لمنطقة شبعا (أ ف ب)
يكشف العدوان الإسرائيلي للمرة الرابعة على منطقة البقاع، في ضوء سياقات القصف الإسرائيلي ووتيرته، انتهاج العدو «معادلة رد» على الضربات التي ينفذها حزب الله ويرى فيها تجاوزاً لبعض الخطوط في استهداف شمال فلسطين المحتلة. لكن ثبت أن تكرار هذه الضربات في أعقاب تكرار ضربات حزب الله لم يعط مفعولاً ردعياً كما يأمل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فالضربة الإسرائيلية في البقاع مساء السبت، أعقبها حزب الله بقصف سريع لقواعد الدفاع الجوي الإسرائيلي في منطقة الجولان. وبالتالي، رغم أن هذه المرحلة الجديدة محفوفة بمخاطر التصعيد، إلا أنها لا تزال حتى الآن مضبوطة من الطرفين اللذين لا يريدان التدحرج إلى مواجهة أوسع.ورغم أن الضربات الإسرائيلية الموسّعة تشكل نوعاً من الخروقات للمعادلة القائمة، إلا أنها لم ترتق إلى سياسة عملياتية متواصلة. ولا يزال الإسرائيلي حريصاً، كما تثبت الظروف وحيثيات كل ضربة ونتائجها، على أن لا تتدحرج الأمور حتى الآن، رغم تعمّده التلويح بهذا الأمر. وفي المحصّلة، لا يوجد تغيير جذري في المعادلة، ولا تزال التقديرات السابقة نفسها قائمة، بانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات حول غزة، والتي من شأنها أن تحدد اتجاه الأحداث في ما يتعلق بمستقبل الوضع على الجبهة مع لبنان، ما لم يحصل أي تطور ميداني مغاير يفرض وتيرة مختلفة تؤدي إلى تدحرج أوسع.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي أطلق 5 صواريخ على مبنى سكني من طابقين في بلدة العسيرة في خراج مدينة بعلبك، السبت، «رداً على إطلاق حزب الله قذائف صاروخية تجاه إسرائيل»، مدّعياً أن العملية استهدفت «مجمّعاً تابعاً لحزب الله يحتوي على أسلحة». وبعد أقل من ساعة، ردّ حزب الله بأكثر من 60 صاروخاً استهدفت القاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف وثكنة كيلع (مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي) حيث كانت تتدرب قوة من لواء غولاني بعد عودتها من قطاع غزة. واستهدف الحزب أمس موقع جل العلام وتجهيزات تجسسية في موقع الراهب وقوة إسرائيلية داخل موقع المرج وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة ومبنىً يتموضع فيه جنود في مستعمرة المنارة. كما استهدفت المقاومة ليلاً تجمعاً لجنود العدو في محيط ثكنة برانيت.
ونعى حزب الله أمس الشهيدين حسين علي أرسلان (بلدة الطيبة) وعلي محمد فقيه (أنصارية). وأُعلن عن استشهاد السوريّ محمود مصطفى رجب في عدوان من مُسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية تنقل موادَّ غذائية في منطقة الصويري في البقاع الغربي.
إلى ذلك، حذّر رئيس مجلس مستوطنات العدو في الجليل الأعلى جيورا زالتس، من «أزمة في الشمال قد تستمر لسنوات عديدة»، منتقداً أداء الحكومة الإسرائيلية بشأن الجبهة مع لبنان. وقال: «نشعر بأننا متروكون، وهذا واقع لا يمكن القبول به».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن أكثر من 60 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون على طول الحدود الشمالية مع لبنان أُمروا بإخلاء منازلهم في أوّل إخلاءٍ جماعي للمنطقة في تاريخ إسرائيل، مشيرة إلى أن «المستوطنات الشمالية أصبحت مهجورة ومحظورة فعلياً، وتمنع نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية الدخول إلى المستوطنات التي تقع على بعد ميل أو أكثر من الحدود». ولفتت إلى انتقادات للحكومة الإسرائيلية التي «أظهرت ضعفاً ومنحت حزب الله نصراً فعلياً»، مشيرة إلى أن القبة الحديدية لا تعترض كل القذائف والصواريخ التي يطلقها حزب الله، وليست لدى إسرائيل استجابة فورية للأسلحة الذكية والدقيقة التي تحلّق على ارتفاعٍ مُنخفض من الأرض، وتضرب الأهداف في ثوانٍ ومن دون سابق إنذار.
تعليقات: