أقمار الهبارية.. يضيئون سماء لبنان وفلسطين والأمّة العربية

معن بشور
معن بشور


المجزرة التي نفذها العدو الصهيوني الإرهابي في بلدة الهبارية المناضلة في إقليم العرقوب وأدّى إلى استشهاد سبعة عاملين في الطاقم الصحي في مركز الجمعية الطبية الإسلامية، تضاف إلى سجل المجازر اليومية التي يرتكبها يومياً العدو الصهيوني الإرهابي بحق شعبنا في فلسطين، كما لبنان، كما أنها جريمة جديدة يرتكبها هذا العدو امتداداً لجرائمه ضد المراكز الصحية والاستشفائية في عموم غزّة، بما يؤكّد أن العدو الصهيوني ليس عدواً لفلسطين والأمّة والمقاومة فحسب، بل هو عدو لكل ما هو إنساني.

في الوقت الذي نبارك فيه لإخوتنا في الجماعة الإسلامية والجمعية الطبية الإسلامية استشهاد هؤلاء الأبطال في هذا الموقع الصحي المتقدّم ولذويهم ورفاقهم، نستعيد معهم رحلة طويلة لمقاومة بلدة الهبارية التي كانت منذ آواخر ستينيات القرن الماضي واحدة من قلاع المقاومة الفلسطينية والعربية في جنوب لبنان، بل كانت ممراً لكل من يريد زيارة المعاقل الأخرى في العرقوب كشبعا وكفر حمام وكفر شوبا وراشيا الفخار.

في 12 أيار 1970 شهدت الهبارية معركة عنيفة بين جيش الاحتلال والمدافعين عن البلدة، حيث استشهد لنا أربعة رفاق، ثلاثة منهم من مدينة طرابلس وهم أحمد هوشر، ومحمد ديب الترك، وسمير حمود، ومعهم الفدائي العراقي في جبهة التحرير العربية وابن الموصل صقر البعث، ومن أجل الهبارية هتفنا يومهافي المظاهرات:

"من كفر شوبا للمجيدية..

وفوق تراب الهبارية..

برزت وحدة فدائية"

"فتح وجبهة شعبية..

صاعقة وجبهة عربية"

فكان العرقوب أرضاً تحتضن وحدة وطنية فلسطينية، كما تحتضن مقاومين فلسطينيين ولبنانيين وعرباً معاً..

واليوم وفي السادس والعشرين من آذار 2024، تحتضن الهبارية، كما كافة قرى جبل عامل، كما بعلبك ومنطقتها، والصويري في البقاع الغربي، شهداء جدد يقولون للعالم كله أن فلسطين ليست وحدها، وأن المقاومة في غزّة وعلى طريق القدس تمتد من فلسطين إلى لبنان إلى اليمن إلى سورية والعراق.

كل التحية لشهداء الهبارية، أقمار الكرامة والعزة والآباء في سماء المقاومة، والعهد أن أمّتهم باقية على خيارها المقاوم حتى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.


تعليقات: