أمل بيضة قبّان المهندسين: ثمن باهظ سيدفعه مرشح باسيل
تواجه مجموعة "مصممون" في انتخابات نقابة المهندسين تحدياً كبيراً في المعركة الانتخابية المقبلة، رغم أن غالبية المجموعات التي شكلت "النقابة تنتفض" عادت وائتلفت من جديد. وقد أطلقت مرشحها لتولي منصب نقيب المهندسين يوم أمس الأربعاء، المهندس المعماري روي داغر. وتجلى التحدي في عودة القوى الحزبية للسيطرة على النقابة، كما ظهر في انتخابات مجلس المندوبين ورؤساء الفروع منذ نحو أسبوعين، ويتجلى أيضاً في المفاوضات الحزبية القائمة حالياً للتوافق على مرشح يحسم الفوز قبل إجراء الانتخابات في 14 نيسان المقبل. إذ سيكون المهندسون أمام استحقاق انتخاب النقيب وثلاثة أعضاء للهيئة العامة ورئيسي فرعي المهندسين الزراعيين والمهندسين المدنيين.
تقاطعات على مرشحين
القوى الحزبية الأساسية في النقابة لم تحسم أمرها في التوافق على مرشح وحيد بعد. لكن من ضمن 15 مهندساً تقدموا بالترشح إلى منصب النقيب يوجد ثلاثة مهندسين لديهم تقاطعات حزبية أو من مجموعات الحراك الشعبي، تشكل لهم ثقلاً بين المهندسين. هذا فيما لم تحسم حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الكتائب وتيار المستقبل خياراتها بعد.
إلى جانب داغر، الذي حظي بدعم العديد من مجموعات 17 تشرين والحزب الشيوعي ومستقلين، وقع خيار القوات اللبنانية ومجموعات مستقلة ومهندسين مستقلين وعونيين سابقين، على دعم المرشح المستقل بيار جعارة (كان أميناً عاماً في حزب الوطنيين الأحرار واستقال)، الذي سبق وشغل منصب رئيس فرع المتعهدين في نقابة المهندسين. فيما التيار الوطني الحر رشح المهندس فادي حنا.
المستقبل وانتخابات الشمال
ووفق مصادر مطلعة على المفاوضات في النقابة، تتوزع موازين القوى على أكثر من قطب. وإلى حد الساعة لم تحسم حركة أمل موقفها بدعم أو عدم دعم حنا، كما فعل حزب الله، الذي قرر دعمه رغم الجفاء السياسي بين الطرفين.
في حال سارت حركة أمل بمرشح آخر غير حنا، تكون النقابة أمام معركة كسر عظم. أما في حال قررت دعمه فتأمن له منافسة مريحة مع باقي المرشحين. فتيار المستقبل غير معني في هذه الانتخابات، طالما أنه لا يوجد أي مرشح سني، ويصعب شد العصب الحزبي. لكن وبما أن انتخابات النقابة في بيروت تتزامن مع الانتخابات في الشمال فلدى تيار المستقبل دافع للمشاركة في بيروت، لقاء دعم مرشحه لمنصب النقيب في الشمال.
وتضيف المصادر، أن للقوات اللبنانية ثقل كبير في الشمال قد تستطيع تجييره لـ"المستقبل" لقاء حصولها على دعم جعارة في بيروت، في حال استمرت بدعمه. فجعارة ليس مرشحاً رسمياً للقوات ووقع الخيار عليه "نكاية" بمرشح التيار العوني، وبعد تلقي القوات صفعة كبيرة في انتخابات الفرع الأول منذ نحو أسبوعين، وسقوط مرشحيها بمعية التيار العوني والثنائي الشيعي.
"أمل" بيضة القبّان
ووفق مصادر متعددة، المرشح حنا يعتبر ظل رئيس التيار جبران باسيل، ويقال إن ثمة شراكة معه في مشاريع عدة. ودعم "أمل" له لن يكون بلا مقابل، لا سيما أن لديها أكثر من ألف صوت، وتعتبر بيضة القبان في الانتخابات. وهي إلى جانب الحزب التقدمي الاشتراكي ترجح فوز حنا نقيباً مقبلاً، في حال ذهب الحزبان إلى دعمه.
دعم "أمل" لحنا يضعها في معضلة أساسية. ففي حال عدم دعمه تكون قد انفصلت عن حزب الله في هذا الاستحقاق الأساسي. وفي حال دعمته تكون قد قدمت فرصة ذهبية لباسيل للفوز بهذا المنصب المهم، وتحقق له مبتغاه في تقديم فوز لتياره المتضعضع شعبياً، رغم كل الكباش السياسي بين "أمل" و"التيار". ولا يمكن لـ"أمل" تقديم هذا الفوز مجاناً. لذا تدير "أمل" المعركة بميزان من ذهب لمحاولة الحصول على تنازلات من باسيل في ملفات أخرى، مقابل فوز مرشحه الشخصي.
الكتائب ومرشح التيار
ووفق المصادر، الحزب التقدمي الاشتراكي لن ينفصل عن التوافق في حال حصل بين "أمل" والتيار حول حنا. فهذه اللائحة تكون الأقوى وتؤمن فوز مرشح "الاشتراكي" إلى الهيئة العامة.
أما بما يتعلق بالكتائب اللبنانية فلم تحسم أمرها بعد. فمرشح الكتائب في نقابة المحامي فادي المصري، الذي فاز بمنصب النقيب، حصل على أصوات التيار العوني "نكاية" بمرشح القوات المحامي عبدو لحود. وربما تردّ الكتائب "الجميل" لـ"التيار" في نقابة المهندسين. وهذا بمعزل عن الشائعات التي تطلق بين المهندسين عن حصول اتفاق بين الكتائب والتيار حول دعم المصري مقابل دعم المرشح الذي يختاره "التيار" في نقابات أخرى. لكن في المقابل، ثمة صلة قربى بين جعارة ورئيس الحزب الكتائب سامي الجميل.
مشروع إنقاذ النقابة
المعركة الانتخابية ستكون حامية الوطيس في ظل عدم حصول توافقات تؤهل أي من المرشحين للمنافسة المريحة للفوز بمنصب النقيب. ورغم ذلك تنحصر المعركة في الوقت الحالي بين المرشحين جعارة وحنا، الذي سينتهي المطاف بـ"أمل" إلى دعمه في حال كان المقابل المراد من باسيل سهل المنال.
أما حظوظ مرشح "مصممون" روي داغر فمرتبطة بمدى تضعضع التوافقات الحزبية ومزاج الجيل الشاب. فهو مهندس شاب وعضو في مجلس النقابة وملم بالمشاكل الداخلية والأزمة المالية التي تعيشها النقابة. وقد عرض يوم أمس برنامجاً انتخابياً طموحاً يقوم على ثلاثية "التضامن والتعاضد والتقاعد". أي تضامن جميع المهندسين لإنقاذ النقابة من حافة الهاوية والافلاس وانقاذ صندوق التعاضد والتقاعد، في ظل حجز المصارف أموال النقابة. هذا فضلاً عن مشروعه الواعد لتأسيس "صندوق استثماري" يمكن النقابة من الاستثمار في القطاعات المنتجة وتحقيق إيرادات للنهوض بها من جديد.
تعليقات: