صبحي القاعوري: وقت الإفطار


المسلمون مجمعون على ان الغروب بدء الافطار ولكنهم اختلفوا على توقيت الغروب .

فئة تقول الغروب عند بدء دخول قرص الشمس البحر وفئة أخرى تقول عند غياب قرص الشمس في البحر ، وفئة تقول عند اذان المغرب والآذان مختلفين على توقيتهوأخرى تقول حتى .

نحن هنا نبحث عن الحقيقة ليس لنقول هذه الفئة على خطأ وتلك على صواب انما نسعى لاظهار الحقيقة مستدلين عليها من موقع الكلمة كيف ومنى ولماذاوقعت في هذا المكان من الجملة ونستدل أيضًا من القرآن الكريم .

بداية يجب ان نتعرف لغويا على المغرب :

الغروب يعني الغياب اي انعدام الرؤية ويعني كذلك الاختفاء اي لم تعد العين تراه كمالو كان شخصاً يودع شخصاً سواءً كان ماشيًا او راكبًا سيارة فيبقى يراقبه حتى بغربعن عينه فيقول غاب اي اختفى ، ومن مرادفات الغروب : افل اي افل النجم غاب واستتر كما جاء فئ الآية الكريمة:

فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ

جن عليه الليل اي تغشاه وستره بظلمته ، ومن هذا نستنتج ان الغروب هو الظلمةبحيث لم يعد للشمس رؤية ولا خيوطها ولا احمرار في السماء .

بعد ان عرفنا المقصود من كلمة الغروب ومعناها في اللغة نعود الى ما جاء في القرآنالكريم عن الصيام وبقدر ما نعرفه لنصل الى النتيجة المرجوة من وراء الوصول الىالحقيقة مستندين الى ما جاء في الآية الكريمة:

وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ

الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ (187ا لبقرة)

ان الله سبحانه وتعالى وضع حدودًا بين الظلمة والنور عندما قال "حتى " ثم قالواتموا الصيام"الى الليل"اي دخول الليل ،ونسوق على ذلك مثلاً : نقول وصلنا حتىالبيت اي الى السور وهو حدود البيت ، ونقول وصلنا الى البيت اي الى الداخل ،ونلاحظ هنا القصد من كل من ( حتى والى) وما اعطته كل واحدة من معنى .

ونحن في بحثنا عن الحقيقة بتعريف الليل من خلال الآية الكريمة:

وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ (37 بس)

وسلخ النهار من الليل الدخول في الظلام ، وهذا ما اراده الله لنا اي الافطار عند حلول ظلمة الليل وليس عند بدء دخول قرص الشمس البحر او ذهاب الحمرة او عند الآذانحيث التوقيت لم يزل في مجال الرؤية.

نسأل الله ان نكون قد وفقنا الى ما كنا نصبو اليه.

* الحاج صبحي القاعوري

تعليقات: