من الموقع: رافعاً شعار «لبنان يقترع»
نتائج الدورات السابقة، و«أخبار مهمّة» ترصد تحركات المرشحين الخدماتية، وخرائط تمكِّن المواطنين من الاقتراع في لوائح الموقع: «النشرة» أطلق صفحته الانتخابية، مثيراً الجدل
بين الأحزاب والسياسيين... فماذا عنه؟
... وأخيراً انطلق قسم «النشرة» الانتخابي التابع لموقع «النشرة» الإخباري، مرفقاً بحملة إعلانيّة مكثّفة على الهواتف النقالة والبريد الإلكتروني. ومما لا شكَّ فيه أن هذه التجربة تُعدّ خطوة جديدة في الإعلام اللبناني لجهة تخصّصه في موضوع الانتخابات النيابية، ولا شكّ أيضاً في أن المادة التي يقدِّمها غنية، وقد تمثّل أحد أبرز الأرشيفات اللبنانية المتعلقة بالانتخابات. ومع ذلك، يطرح زائر «النشرة» العديد من علامات الاستفهام التي يجب التوقف عندها.
كتب رئيس التحرير، الزميل غسان سعود، في افتتاحية الموقع، مقالاً ينتقد فيه الطبقة الحاكمة حالياً وتخاذلها عن إقرار الإصلاحات التي كان ينتظرها المواطنون في قانون الانتخابات، «ومع طبقة سياسية كهذه، المكتوب يقرأ من عنوانه». وعلى الرغم من هذا التشاؤم الواضح من نتيجة الانتخابات سلفاً، انطلق «لنظهر للشعب سيّئات هذه الطبقة السياسية»، يقول سعود. لكن إذا كانت الطبقة السياسية سيّئة إلى هذا الحدّ، فما الحاجة إلى مواكبة أخبارها الانتخابية؟! «هذه الطبقة الموجودة، ثمّ ليس الجميع متساوياً. فهناك بعض السياسيين جيّدون» يشرح سعود، لافتاً إلى أن المواكبة هي لإظهار سلبيات هؤلاء وتجاوزاتهم خلال حملاتهم الانتخابية. وللإضاءة على هذه التجاوزات، خصّص الموقع فقرة بعنوان «أخبار مهمّة»، ترصد تحركات النواب والمرشحين الخدماتية: فهنا، «تيار المستقبل» افتتح مدرسة، وهناك «الحزب التقدمي الاشتراكي» يتبرّع بالأموال لجمعيات في راشيّا، فيما «التيار الوطني الحرّ» ينظّم صبحيات متنقلة في المناطق...
غير أن الجديد الذي يقدّمه «النشرة» هو الخرائط الانتخابية. وهي أربع خرائط، أولاها عن نتائج الدورات الانتخابية السابقة من عام 1929 حتى عام 2000، إلا أن العمل فيها لم ينته بعد. كذلك يقدم خريطة عن نتائج عام 2005، وخريطة غير جاهزة بعد، تمكِّن كل مواطن من الاقتراع في لائحته التي يؤلّفها عبر الموقع، في عملية إحصائية خاصة. إلا أن هذه العملية الإحصائية ليست بالضرورة علمية، وخصوصاً أن كل شخص بإمكانه الكذب في بياناته الشخصية والاقتراع أكثر من مرة للائحة نفسها. أما الخريطة الرابعة التي أثارت الجدل في الأوساط السياسية، فتعلن «توقعات انتخابات عام 2009». لوّنَ الموقع كل منطقة بلون الحزب المرجّح فوزه، وذلك استناداً إلى الاحصاءات التي نشرت في الصحف: «وأخذنا النتائج المتقاطعة بين معظم شركات الإحصاء واعتمدناها في الخريطة»، يقول سعود. في هذا الإطار، قد تكون ردة فعل الجهات السياسية المنتقدة للخريطة مبرّرة، ولا سيّما أن إعلان نتائج مسبقة يبدو مستعجلاً، فيما لم تبرز بعد التحالفات النهائية، ولا أسماء المرشحين أو انتماءاتهم.
وعلى الرغم من أنه لم تمض أيام قليلة على إطلاق الموقع، فإن هذه الخرائط أحدثت بلبلة سياسية عند الأحزاب. إذ اعترض قسم منها على طريقة تقسيم القوى السياسية في المناطق.
إلا أن القسم الأكثر إثارةً للجدل هو قسم «أخبار الانتخابات» الذي ينقل تصريحات النواب والمرشحين. وعلى رغم أهمية نقل التصريحات الانتخابية للنواب والمرشحين، يبدو القسم تجارياً في المقام الأول. فإضافة إلى سياسيي الصفّ الأول وثلاثين نائباً «تبنّيناهم لأنهم بنظرنا يعملون لمصلحة البلد»، لن يغطّي الموقع ـــــ عند اقتراب الانتخابات ـــــ أخبار أي سياسي «إلا إذا قام بالاشتراك في موقعنا»! ببساطة إذاً، مَن لا يدفع لا تنقل أخباره. يتحدّث سعود عن الموضوع بصراحة: «فهذه هي سياسة الموقع». وانطلاقاً من هذه الفكرة، فإن أي مرشّح للانتخابات لا يشترك في الموقع سيعتبر خارج المعركة، بالنسبة إلى «النشرة». إلا أن سعود يؤكّد أن اشتراك أي نائب في الموقع لا يمنع من انتقاده في فقرة «أخبار مهمّة»، إذا ما حاول استمالة الناخبين بطرق ملتوية.
في المقابل، يتحدّث غسان سعود عن حيادية الموقع السياسية، «فلكل شخص يعمل هنا رأيه السياسي، إلا أنه لا علاقة لذلك بالمواضيع المنشورة. لقد طلب منّي أكثر من موقع سياسي أن أنفّذ هذه الخطوة معه، إلا أنني رفضت لأن الفكرة لا تنجح إن لم تكن حيادية». ويؤكد سعود كلامه، مشيراً إلى أنّ الانتقادات التي ينشرها الموقع تطال كل الأطراف: من الموالاة إلى المعارضة والمستقلين.
يمكن زيارة الموقع على العنوان التالي: www.elections.elnashra.com
خارج المعركة
يقدّم قسم «النشرة» الانتخابي تعريفاً لأبرز اللاعبين السياسيين على الساحة الانتخابية، ويتوقف عند أبرز محطات حياتهم، إضافة إلى تقديم معلومات شخصية أساسية عنهم. واللاعبون الأساسيون حسب الموقع، هم: رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس تكتّل «الإصلاح والتغيير» العماد ميشال عون، رئيس كتلة «المستقبل» سعد الدين الحريري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنيلاط... ولكن ماذا عن سمير جعجع؟ «هو ليس لاعباً أساسياً في المعركة الانتخابية، بل جزء من مسيحيي 14 آذار الذين يمثّلون مجتمعين لاعباً واحداً» ـــــ يقول سعود ـــــ مؤكداً أن استثناء جعجع ليس موقفاً سياسياً. وعلى رغم تأكيده موضوعية سيَر السياسيين، يمكن ملاحظة التركيز على الجانب السعودي في سيرة سعد الحريري.
بلديّات ونقابات
ماذا سيحلّ بـ«النشرة» بعد انتهاء الانتخابات النيابية؟ يؤكّد سعود أنّ الموقع لن يتوقف، بل سيواكب الانتخابات اللاحقة، مثل البلديات والنقابات، راصداً النشاطات والحملات الانتخابية للمرشّحين في المدن والبلدات اللبنانية المختلفة
تعليقات: