أمل حسمت أمرها: دعم مرشح باسيل بنقابة المهندسين

انسحاب الاشتراكي خلط الأوراق ووضع لائحتي الأحزاب أمام معضلة غياب المكون الدرزي (علي علّوش)
انسحاب الاشتراكي خلط الأوراق ووضع لائحتي الأحزاب أمام معضلة غياب المكون الدرزي (علي علّوش)


ارتفعت حظوظ مرشح التيار الوطني الحر لمنصب نقيب المهندسين فادي حنا، للفوز في معركة انتخابات نقابة المهندسين الأحد المقبل، بعدما حسمت حركة أمل أمرها في عدم الانفكاك عن حليفها الشيعي حزب الله، الذي سبق وأعلن دعمه لحنا. فرغم كل ما يشاع في أوساط المهندسين بأن "أمل" ستبقى في المنطقة الرمادية وستوزع أصواتها بين المرشحين، إلا أن مصادر مطلعة أكدت لـ"المدن"، أن البيان الرسمي وإعلان اللائحة المشتركة التي ستضم المرشح حنا ومرشحي "أمل" وحزب الله وحلفائهما ستصدر في الساعات المقبلة أو في غضون يوم غد، على أبعد تقدير. وستكون اللائحة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين.


تجييش وتسييس المعركة

سيكون المهندسون يوم الأحد أمام ولوائح عدة، بينها لائحتان حزبيتان أساسيتان: لائحة بيار جعارة المدعومة من القوات والمستقبل والكتائب ومهندسين مستقلين، ولائحة تحالف التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل والأحباش. هذا إضافة إلى لوائح غير مكتملة مثل لائحة "مصممون" التي رشحت روي داغر لمنصب النقيب، ولوائح لمرشحين مستقلين مثل لائحة جورج غانم وغيرها. لا سيما أن عدد المنسحبين من الترشح اقتصر على نحو أربعة مرشحين من أصل 15 لمنصب النقيب. والمعركة ستكون ساخنة خصوصاً في ظل التجييش والتسييس الحاصلين، على قاعدة أن المرشح بيار جعارة هو مرشح المعارضة فيما فادي حنا هو مرشح السلطة. ووصل التجييش في الشارع المسيحي حد تخويف المهندسين من مغبة التصويت للائحة حنا وفوزه بمنصب النقيب، الذي من شأنه وضع نقابة المهندسين على لائحة العقوبات الأميركية، نظراً لأن المرشح فادي حنا هو مرشح باسيل شخصياً وشريكه في مشاريع عدة.


الاشتراكي يخلط الأوراق

بعد فشل المساعي التي سعى إليها الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل للتوافق على مرشح مستقل لمنصب النقيب، انسحب الاشتراكي من المعركة، وأعلن في بيان أن محاولاته مع حركة أمل باتجاه مختلف القوى السياسية بهدف التوصل إلى خيارات نقابية، بعيدًا من الاعتبارات والحسابات السياسية والطائفية لم تفلح. لذا قرر "سحب مرشحيه لعضوية مجلس النقابة المهندسين فراس أبو دياب ومحمد السيد"، ودعا إلى "دعم المرشح المستقل لموقع النقيب المهندس جورج غانم والتصويت له بكثافة تأكيداً على الخيار النقابي". أما "أمل" فقررت دعم المرشح حنا، وضمنت تجييش كل "الحركيين"، من خلال ضم اللائحة مرشحين لها، واحد على الهيئة العامة وآخر لإدارة صندوق التعويضات.

خطوة "الاشتراكي" خلطت الأوراق، ووضعت لائحتي الأحزاب أمام معضلة غياب المكون الدرزي. ففيما يعتبرها البعض بأنها موجهة ضد القوات اللبنانية لأنها أفشلت التوافق وذهبت إلى دعم المرشح بيار جعارة، تلفت مصادر مطلعة على المفاوضات أن "الاشتراكي" فضل الوقوف على الحياد بين الاستقطابين الحادين في معركة النقابة. فهو لا يريد منح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فوزاً بأكبر نقابة في لبنان، ولا يريد مجاراة القوات اللبنانية في معاركها. وبالتالي، فضل "الاشتراكي" خيار دعم مرشح مستقل كي لا يحسب على أي طرف، وهو بمثابة انسحاب من المعركة. وموقف "الاشتراكي" كان منتظراً منذ أسبوعين عقب فشل المفاوضات وعدم التوصل إلى مرشح توافقي بين "أمل" و"القوات"، واستطراداً تيار المستقبل، وتأخر إلى مساء الأمس، خصوصاً أنه يستحيل ألا تسير "أمل" إلى جانب حليفها حزب الله في دعم حنا.


الانقسام الحزبي

في ظل تشتت الصوت الحزبي وانقسام الأحزاب الأساسية بين لائحتين، سيفوز النقيب المنتظر بعد معركة كسر عظم وبعدد أصوات قليلة قياساً بالانتخابات السابقة. ووفق المصادر، ثمة مفارقة في هذه الانتخابات هي أن فوز حنا سيكون بالصوت الشيعي، فيما فوز جعارة سيكون بالصوت السنّي. صحيح أن القوات والقوى المسيحية ستجيّش الشارع المسيحي، خصوصاً بعد جريمة قتل منسق القوات في جبيل باسكال سليمان، لفوز لائحتها، إلا أن الصوت السنّي هو المرجح الأساسي في الفوز. والقوات والكتائب أعلنتا دعم لائحة "نقابتنا معا نحميها" في نقابة المهندسين في الشمال برئاسة مرسي المصري المحسوب على تيار المستقبل، لقاء تصويت الأخير للائحة جعارة في بيروت.

أما بما يتعلق بلائحة حنا، فهي تعاني من تضعضع شعبية التيار الوطني الحر وانقسام العونيين بين من يريد الاقتراع لجعارة أو لمرشحين مستقلين. ما يجعل الصوت الشيعي أساسياً لفوزها. وقد ارتفعت الحصة الشيعية في اللائحة إلى عضوين في مجلس النقابة، في محاولة لشد عصب الصوت الشيعي وعدم الاحجام عن الاقتراع، كما ضمت اللائحة مرشحاً سنياً لاستقطاب أصوات سنّية.

تعليقات: