*مهنا: لتفعيل دور الأمم المتحدة في تطبيق القوانين والشرائع الدولية في مواجهة التعديات غير المسبوقة لإسرائيل
..
زارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السيدة جوانا فيرونيكا مؤسسة عامل الدولية والتقت برئيس المؤسسة الدكتور كامل مهنا، في زيارة وداعية قبيل انتهاء مهمتها في لبنان،و لمناقشة القضايا الإنسانية الملحة في لبنان والمنطقة، بما في ذلك التطورات في جنوب لبنان والاستجابة لحاجات الناس، وخصوصاً النازحين من القرى الحدودية، وبرامج "عامل" التي تتولى رعايتهم وتوفير وصولهم إلى حقوقهم بالشراكة مع الوكالات التابعة للأمم المتحدة.
وشددت السيدة فيرونيكا عن ضرورة العمل المشترك، من أجل مصلحة لبنان، والنظر بالملفات الإنسانية على اعتبار أنها أولوية، مؤكدة أن الأمم المتحدة ستساند كل الجهود الرامية إلى تهدئة الأوضاع وتطبيق القوانين والقرارات الدولية ومن بينها القرار مجلس الأمن الدولي 1701، وأن هناك الكثير من الدول الأعضاء في مجلس الأمن التي تنوي تعزيز صمود لبنان ودعمه وأنها تسعى من أجل تحقيق ذلك.
كما أثنت على التزام مؤسسة "عامل" وتفانيها في تنفيذ برامجها الإنسانية والاجتماعية في لبنان، وخصوصاً في مناطق الجنوب، في ظل الظروف الصعبة التي نشهدها حاليا ، معتبرة أن كل عمل إنساني ملتزم بإنسانية الإنسان هو حجر أساس ومدماك في بناء مجتمع أفضل وفي تعزيز السلام العادل والتطور والتنمية المستدامة.
من جهته، رحب الدكتور مهنا بالسيدة فيرونيكا، شاكراً رعايتها للجهود الإنسانية، وسعيها لحشد الدعم للبنان الذي يمر بأزمة مفصلية على كل الصعد، ولفت مهنا إلى ضرورة تفعيل دور الأمم المتحدة في تطبيق القوانين والشرائع الدولية في مواجهة التعديات غير المسبوقة، خصوصاً في قطاع غزة، وفي مقدمتها اسرائيل، التي تجر المنطقة والأقليم إلى حرب عبثية، الأمر الذي يجب مواجهته على كل المستويات، وخصوصاً على المستوى الإنساني الذي يشهد جرائم وخروقات صارخة لكل الشرائع والقوانين الدولية، مضيفا بأن عدم مساءلة ومحاكمة هذه الجرائم الموثقة، سيساهم في تمهيد الطريق لمزيد من الفظائع، في العالم كله. وقال: "إذا سمحنا لمثل هذه الانتهاكات الفاضحة للقانون الإنساني الدولي بالاستمرار دون رقابة، فإننا نخاطر بالانزلاق إلى عالم حيث لا تعني المعايير الإنسانية شيئاً، حيث يكون سيادة القانون مجرد ماض، وهذه قضية سنقاتل لأجلها سوياً".
كما تحدث د. مهنا حول خطة الطوارئ التي أطلقتها عامل في تشرين الأول من العام 2023، لتعزيز الاستجابة لتطور الأوضاع في المنطقة، وتضمنت تدريب وتأهيل قدرات الفرق الميدانية وإطلاق مراكز جديدة، والعمل وفق حالة الطوارئ ضمن مراكز المؤسسة الحدودية وعدم التخلي عن الناس التي لم تترك قراها، ما أدى إلى تعرض مراكز المؤسسة في الخيام والفرديس إلى قصف اسرائيلي لمرتين، ولكن المؤسسة أعادت تأهيلها ورفضت التخلي عن مسؤولياتها اتجاه الناس.
كما أشار مهنا إلى أن رسالة "عامل" هي النهوض بالإنسان وبناء دولة المساواة والعدالة في لبنان، مؤكداً التزام المؤسسة بتوفير المساندة لأهلنا، عبر ثقافة التضامن الفعلي، والاستمرار بالعمل على توفير مقومات الكرامة الإنسانية، ضمن مختلف المناطق عبر32 مركزاً و 6 عيادات نقالة ووحدتي تعليم جوالتين ووحدة حماية خاصة بأطفال الشوارع موجودة في كافة الأراضي اللبنانية بقيادة 1600 متفرغ ومتطوع، بهدف حماية كرامة كل إنسان بمعزل عن انتماءاته ومن أجل تعزيز العمل الذي راكمته “عامل” ليكون بمثابة أنموذج يحتذى به لبناء لبنان الكرامة والحرية.
وختم بالقول أن " عامل" وعبر فروعها المحلية والدولية تناصر مجموعة من القضايا وفي مقدمتها مواجهة الخطاب الانتهازي والفوقي والسعي الدؤوب من أجل تصويب العمل الإنساني، ليكون مبيناً على توفير حقوق الفئات الشعبية، من أجل بناء عالم أكثر عدالة وأكثر إنسانية والعمل على بلورة مفهوم جديد ورائد للعمل الإنساني ، ورفض ازدواجية المعايير خاصة بين الشرق والغرب والالتزام بالقضايا العادلة للشعوب وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تشكل جوهر أي عمل إنساني.
تعليقات: