عندما يكون العدو الذي تحاربه ، مجرماً ومتوحشاً وسفَّاكا لدم الإطفال والنساء ، بعشرات الآلاف أمام عدسات الإعلام العالمي بكل وسائله ، ويكون مدمراً للمؤسسات الإنسانية والمدارس والأفران والمنازل ، وقاتلاً للفنانين والعلماء والمبدعين والإعلاميين ، والمسعفين والأطباء ، ورغم كل هذا الأداء الشيطاني الشرير في الحرب ، يبقى هذا العدو ، محمياً من قبل الليبرالية العالمية المنافقة ، ومقابل كل هذا التوحش الذي يمارسه ، تقدم انت في جبهتك ، آداءً أخلاقياً متألقاً في الحرب ، فتتجنب قتل المدنيين وأنت قادر على قتلهم وترويعهم بأعداد هائلة ، وتبلِّغ اعداءك وأصدقاءك بأنك ستقصف قواعد عدوك العسكرية ، حرصاً على سلامة الملاحة الجوية في الدول التي ستعبرها مسيراتك وصواريخك لفترات طويلة ، ورغم إبلاغك وإعلانك تتمكن في هجومك المدروس بعناية من إحداث أضراراٍ فادحة في المراكز العسكرية التي حددتها ، بإعتراف كبريات الصحف العالمية ، وباعتراف كبار الخبراء والقادة الإسرائيليين والعالميين ، أمثال ريدر وبريك وبن غفير وغيرهم الكثير ، الذين صرحوا بأن هناك قاعدتان عسكريتان دمرهما القصف الإيراني في اسرائيل ، ثم وبعد كل ذلك تُتَّهم بأنك تمثل مسرحيات ، وانك متفق مع اعدائك ، سيكون في هذا الإتهام إجحاف أكيد ، وتعمُّد تشويه للحقائق ولصورتك الأخلاقية الصادقة ، ولن تغير هذه المكابرة والنكران للواقع ، أنك انت الفائز أخلاقياً وواقعياً ، وأن كل تجاوزات أعدائك لن تنقذهم من الهزيمة المحققة التي وقعوا فيها ، ولم يعد أمامهم أي أمل للخروج منها ، سوى الإعتراف بها والرضوخ لشروط المقاومة الفلسطينية الأسطورية ، ولمساندة محور المقاومة لها ، بعزم وإيمان وأخلاق عالية ، في زمن لم يعد هناك مكان للأخلاق ، في قاموس النظام العالمية الساعي ، لتأبيد هيمنته وإستعماره على الشعوب المستضعفة .
وفي المحصلة لن يكون النصر إلا حليف جبهة المظلومية ، ذات الأداء الأخلاقي الرصين والمتزن.
ع.إ.س
باحث عن الحقيقة
20/04/2024
تعليقات: