راشيل كوري ومحمد البو عزيزي وارون بوشنل.. نماذج انسانية ملهمة
رحم الله محمد بو عزيزي ، الذي احرق نفسه غضباً نتيجة إهانة شرطية تونسية له ، وهو المتعلم والمثقف الحقيقي ، وبموقفه الرائع والمشرف هذا ، استطاع ان يلهم الشارع العربي من أقصاه الى اقصاه بنهضة الربيع العربي ، وللأسف أنتج هذا الربيع بعض الخير ، ولكن الغرب الجماعي ، بقيادة اميركا ، وبخيانة النفط والمال والإعلام العربي المرتهن للغرب ، تمكنوا مجتمعين من إجهاض هذا الربيع العربي الذي انطلق من ارادة صادقة وواعدة من الشباب أولاً وكل فئات الشعب العربي ثانياً ، فوصلنا إلى حالة من إنسداد الأفق الذي يوحي باليأس ، ولكن شعب فلسطين الحي ، واصل مقاومته وطور أساليبها ، بمساندة صادقة وواعية من القوى الحية من أبناء الامة ، وهكذا تمكن الشعب الفلسطيني المجاهد والمضحي والصامد من إنجاز ملحمته الخالدة التي أعلنها محمد ضيف بصوته الملائكي والحازم ، وانضم الى هذه المعركة محور المقاومة الحامل لهم الأمة الاستراتيجي وخاصة هم تحرير فلسطين ، ونتيجة تقصير الشارع والنخب العربية في نصرة فلسطين في ملحمتها التاريخية والمفصلية ، قام الجندي الأميركي الرائع آرون بوشنيل ذو ال 25 عامً وعلى خطى محمد بو عزيزي بحرق نفسه إستنكاراً لعمليات الدمار الشامل والإبادة الجماعية التي تمارسها وتدعمها حكومة بلاده في فلسطين ، وتحول في موقفه الصادق والمخلص هذا تحول الى ايقونة ثوروية عظيمة توحي الصادقين أمثاله في المجتمع الأميركي والغربي ، ولما صمَّت السلطات الأمريكية آذانها وأغمضت عيونها مشاهدة موقف بوشنيل الملهم ، انفجرت ثورة احرار العالم تضامناً مع شعب غزة المظلوم والمعذب ، وتوجت هذه الثورة بقيام طلاب الجامعات الطليعية في اميركا ، لتعلن أنها إضافة للبطل الأميركي آرون بوشنيل والى جانب الشابة المجاهدة الأميركية الطاهرة والصادقة راشيل كوري تقف الى جانب الحق الإنساني في فلسطين ، وتعلن شجبها وعدم موافقتها لسياسات اميركا والغرب الجماعي في دعم المحرقة والإبادة الجماعية الحاصلة في غزَّة ، وهذه الوقفة المنطلقة من ضمير إنساني حي متمرد على التطبيع مع الباطل والعقلية النفعية والمصلحية والإمبريالية الخالصة لنظام بلادهم ، هذه الوقفة الطلابية الصادقة والمنسجمة مع الفطرة الإنسانية ، قابلة للنمو والتطور وتوليد التأثير الحاسم على نظام الهيمنة العالمي المتغطرس ، حتى يعود الى رشده ويلتزم بإحترام حقوق الإنسان ولو مرغماً .
ع.إ.س
باحث عن الحقيقة
27/04/2024
تعليقات: