ليتني أعود طفلة فأطفئ الشمع معه
آلمني كثيراً خبر وفاة المأسوف على شبابه حسين محمد مهنا...
رحمتك يا ربي،
لماذا تفقد الخيام زهرة بعد زهرة؟ ..
لماذا ينقص عقد اللولو حبة، حبة؟..
يا ربي اعطنا الصبر على غياب احبابنا وارحم امواتنا..
تمنيت بعد رحيل حمادة أن لا تدمع عين ولا يحزن قلب لاني عرفت قيمة الدمع والحزن والاسى!
ويبقى الألم على فراقه هو المسيطر!
حمادة راح .. والشمعة التي كنت أطفئها معه كل سنة أطفأتها وحدي هذه المرة.
حمادة حبيبي انا أطفأت شمعة ال27 سنة لكن أين أنت كي تطفيئ شمعة 23 سنة؟
ذلك أتاح لي بعضا من الوقت لمعايشة الذاكرة التي لم تتوقف عن الذكرى.. إذ كانت امي تدمج لنا عيدي ميلادي وميلاده بيوم واحد، فأنا ولدت في 5 تشرين الاول اما حمادة فقد ولد في 13 تشرين الاول، أي بفارق سبعة أيام في التاريخ.. كانت رغبتها دوماً أن نطفيئ سوياً الشمعات التي على القالب.. أمدّها الله بالصبر وطول العمر.
هل سيحلو لي بعد اليوم أن أطفيئ شمعاً بعدما انطفأت أحلى شمعة؟.
كنت أفرح كلما كبرت عاماً كي يتوقف الجميع عن مناداتي (كيكا) اسم الدلع، هكذا كان إسمي بنظر أهلي وخوالي وخالاتي وجيراننا الذين كانوا معنا في حي الدشتي في الكويت وبالرغم من أني تزوجت وأصبح لدي اولاد ما يزال خالو احمد و خالو كمال وخالتو سعاد وآخرين ينادوني )كيكا)..
كنت دوماً أتمنى أن أكبر وأصبح صبية إلى أن وقعت الواقعة في 27 كانون الثاني 2008، تاريخ استشهاد حمادة.. فأصبحت أتمنى أن ارجع صغيرة ورجّع ايام حي الدشتي كي يرجع حمادة يلعب و ينط على اكتاف شباب الحي ..
يا ليت التاريخ يعود إلى الوراء كي أقضي كل لحظة معه..
ليتني أعود طفلة فأطفئ الشمع معه..
بدّي هالشمعة ترجع!
دخيلك يا ربي أرجعه ولو ليوم واحد فقط!
أريد أن أودعه ونطفيئ الشمع سوياً.
لو كان حمادة حياً لكان الاثنين 13 تشرين الاول 2008 قد أصبح عمره 23 سنة، لكن حمادة اختار يوم ميلاد جديد له، تاريخ استشهاده في 27 كانون الثاني..
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
* أخت الشهيد احمد علي العجوز
تعليقات: