لو تتبعنا ترجمات واقوال السيدة فاتن مرعشلي من على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي لدخلنا عالمها. وهي التي تقول لا أعرف لماذا تنثال على ذهني ذكريات مخاض عسيرة ومعاناة.
فاتن مرعشلي أم مثالية لبنانية تحدّت الظروف لرعاية نجلها الطفل الشاب محمود حجازي المصاب باضطراب التوحد.
ويذكر ان اعراض التوحد ظهرت على الطفل الشاب محمود وهو في عمر السنتين و معاناة كبيرة منذ نعومة أظفاره.
هذه الأم تركت بصمتها واضحة في ارجاء المعمورة فقد سهرت وضحّت وتعبت واثبتت ان على هذه الارض ما يستحق الحياة.
حملت على عاتقها تغيير نظرة المجتمع لنجلها البكر. فكان أول الغيث قطرة عملت عليها فاتن وهي تطوير الذات من اجل الوصول الى تطوير نظرة المجتمع اللبناني والعربي ككل إلى ذوي اضطراب التوحد.
ومن خلال عمل هذه السيدة الدؤوب والمتفاني استطاعت هذه الأم تغيير نظرة المجتمع النمطية للمصابين ذوي اضطراب التوحد.
وقد نشرت هذه الأم المثالية ثقافة التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد من خلال صفحة الفيسبوك لتحول الألم إلى أمل ليس بحبة دواء بل بمثابرة وعمل ام سحرية اشتغلت وضحت في مجتمع لا ينظر بعين الرأفة لمختلفين أكثر تميزا من أشخاص عاديين.
أن مقالتي اليوم المكتوبة هنا قد تجاوزت حدود الحيادية و انحازت الى جهة هذه الأم المعطاءة والتي عاشت حالة النهوض والتغيير عبر تواصل حالة وعيها في ظل ظروف صعبة للغاية.
وهو ما نراه جليا عبر التدفق المرئي والمسموع من انتشار قصة محمود وصوره مع والدته على الأقمار الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي. والتي اتسعت لقصته الفضاءات المفتوحة وساعد في ذلك الانتشار الاستخدام الواسع لشبكة الانترنت. وكان نصيب محمود من الإعلام والاتصال كبير من حيث التأثير حيث أنه مهّد الطريق لبروز ظاهرة دعم اضطراب التوحد وربطها داخل شبكة كوكبية قد تمكن من خلق انقلاب ضخم وشامل في النظرة إلى التوحد وعلله بما يحقق التأثير في الرأي العام وتشكيل اتجاهاته التي من شأنها أن تعيد بناء وترتيب وإعادة صياغة العقول بعد خلخلة المنظومة المعرفية للمجتمعات.
هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا
الواقع في 3 أيار، 2024
تعليقات: