والديّ الكاتبة هيفاء نصّار: المرحومان الحاج أبو علي حسين نصار والسيدة حرمه
يمر طيفهما من أمامي، ثم يعود أدراجه ويقف قبالة الشاطئ الآخر في الخيام ليتأمله. هذه المرة لم تتح لي رؤية وجهيهما او باقي اطراف الجسد، لأن الاجساد كانت غارقة في وشاح من ظلام كثيف من نوع آخر، كأنما يحيط بهما وحدهما وهو ليس كذلك. ظلام ليل وحلكة نهار.
سألتهم هذه المرة بصوت مبحوح بالكاد خرج من حنجرتي. أهو أنتم من كان يئن وسط هذا الدمار؟
لم أر في المدينة سوى من يتألمون وهم منتصرون لا محالة. وكل الذين يتألمون وهم منتصرون اليوم في الخيام والجوار يبدو لي أنهم ليسوا في كابوس.
ترى هل نتعافى يوما تلو آخر. فنتقبل الحقائق التي أوجعتنا وجعلتنا نئن تحت وطأتها. نتوقف للحظة عن الهروب الى الامام. ونفتخر أننا مررنا من هنا ومن هنا ولم نتغير.
— — — — —
ما زال القلب يتسع لكل الكلام.
ما زال القلب يتسع لكل الحب.
و ما زالت النفس تبذل الخير بدون انتظار.
ما زالت اطيافكم في الخيام والجوار.
وما زالت كلماتكم عهدا علينا نوفيه.
وما زال النقاء غايتنا، حفظ البشر والحجر و الهدوء والسلام الآمن اجمل امنياتنا.
* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا
الواقع في 9 أيار، 2024
تعليقات: