رئيس «الإنجيلية» في النبطية: هكذا نحافظ على التفوُّق


- الحفاظ على التفوّق هو أهم من التفوّق بعينه..

- ليس ضربة حظ بل هو تخطيط ومثابرة وإصرار وحوافز..

للتفوق عوامل مؤثّرة، ومحفزّات منها البيئة، ونوع المدرسة، ودخل الأهل، والوضع الاقتصادي والثقافي للعائلة مع أخذ العوامل الشخصية بالاعتبار مثل: الذكاء، طريقة التعلّم والدرس، تقدير الذات. هكذا لخص رئيس المدرسة الانجيلية في النبطية الشيخ منذر انطون رؤيته للتفوق فاعتبر أن للعوامل الشخصية تأثيراً كبيراً، وهي كالبذار الجيد الذي يحتاج إلى أرض جيدة، فالبذار الجيد لا ينتج ثمراً جيداً في أرض بُوار، كما أن الأرض الخصبة لا تنتج ثمراً جنيّاً من بذار غير جيد. إذاً، أيّاً تكن العوامل المساعدة على التفوّق، تبقى خصائص شحصيّة التلميذ هي الأساس.

طرائق للتفوّق

وعن كيفية الوصول للتفوق قال انطون :هناك طرق عديدة للتعلم والدرس، واحدة منها هي الأكثر شيوعا، وهي تختصر بالإنكليزية PQRST، وهي الأحرف الأولى من كلمات Preview, question, , read, state or study, test. أي قراءة أولية ، تساؤل حول ما قرأت, قراءة ، إعادة صياغة لما قرأت، إمتحن معلوماتك حول ما قرأت.

وللتعامل مع هذه المعطيات الخمسة علينا التدرج من مرحلة المعرفة، إلى مرحلة الإيجاز، فالتطبيق، فالتحليل، فالتأليف، فالتقيم من أجل التقويم. وللوصول إلى التفوّق، يجب العمل للوصول إلى ما سبق من خلال المعطيات الآتية:

1- الموقف Attitude: يجب أن يكون الطالب محبّاً وراغباً، أي أن مواقفه تجاه المدرسة إيجابية.

2- الدافعيّة والتحفيز Motivation: والفرق بين التحفيز والدافعيّة أن الدافعيّة تنبع من داخل الطالب الذي يرغب في التفوق، بينما التحفيز يكون في العوامل الخارجيّة التي تغذي وتفجّر الدافعيّة.

3- إدارة وتنظيم الوقت Time Management: كلّما عرّف المتعلم وذووه أهميّة الوقت، وأهمية تنظيمه، إرتفع تحصيل الطالب وتفوٌقه علميا، واجتماعياً لا ببغائياً.

4- القلق Anxiety: كلّما عمل الطالب وذووه على تخفيف عوامل القلق (من أمنية وسياسية واجتماعية ومعيشيّة ومدرسيّة...) انخفض الوقت المهدور، وتالياً، ازداد الوقت الممكن إدراته وتنظيمه.

5- التركيزConcentration: كلّما ارتفع عامل التركيز عند المتعلّم، ارتفع استعماله للوقت بطرق تجعله يجمع بين الدرس، واللهو، والتسلية، ورفع تقديره لذاته، وإتقان إدارة وقته.

الاختيار، الوسائل، الامتحان

6- معالجة المعلومات Information processing: كلّما تعوّد وتعلّم الطالب كيفيّة معالجة المعلومات ارتفع لديه عامل التفوّق وذلك من خلال العوامل الأربع، الآتية:

أ- اختيار الأفكار الرئيسيّة Selecting Main Ideas: على الطالب أن يتعلّم من خلال PQRST التي سبق ذكرها، أن يعرف كيف يختار الأفكار الرئيسيّة لتوفير الوقت وحسن إدارته بعدم هدره في الحفظ الببغائي، كما يفعل الكثيرون من طلابنا.

ب- الوسائل المساعدة للدرس Study Aids: على الأهل والمعلمين مساعدة الطالب بالوسائل المساعدة للدرس، وفي الوقت نفسه، كي يصبح المتعلّم مستنبطاً للوسائل المساعدة في درسه، وخاصة الأنشطة اللامنهجيّة، لاستعمالها في الأنشطة المنهجيّة.

ج‌- الامتحان الذاتي Self Testing: على المتفوّق أو المتعلّم الذي يسعى للتفوّق أن يعمل على الامتحانات الذاتيّة، وذلك من خلال تأليفه، هو، للإمتحانات الذاتيّة وتصحيحها بنفسه.

هـ- وأخيراً، استراتيجيّات الامتحان Test Strategies: وهذه المرحلة تجعل الطالب ممتلكا لأسلحة جديدة تفوق في الكثير من الأحيان استراتيجيات معلميه.

الحفاظ على التفوّق؟

ويرى انطون أن الحفاظ على التفوق يكمن في المحافظة على الذات. وعندما يقتنع المتعلم وذووه بما سبق، وعندما يعملون سويّة لتحقيق هذا الهدف، تصبح المحافظة على التفوّق بالإبقاء على اعتماد ما سبق، وزيادة الاستراتيجيات للوصول إلى الغاية.

كما أنّه على المتعلّم أن لا يعمل للنجاح في الامتحانات الرسميّة أو للدخول إلى الجامعات فقط، بل كي يكون مواطنا ناجحا مفتخرا بنفسه، ويزداد اعتزازه بنفسه عندما يرى نظرة الآخرين إليه. لا يعرف المرء طعم التفوّق إلا عندما يبدأ بتذوقه والوصول إليه, كما يجب أن لا يحبط بسبب عدم تفهمه من معلميه أو ذويه.

وختم أنطون بالقول: انه لا يمكن شرح كل ما تعلّمنا وما خبرناه عن التفوّق خلال أربعين سنة من العمل على تشجيع التفوّق ببضع أسطر أو صفحات, ولكن ما ذكرناه يلفت إلى الأسلحة الأساسية للوصول إليه،هي مفتاح الولوج إلى التفوّق، وما البرهان على ذلك سوى تفوق طلابنا بمعظمهم في كل عام في الامتحانات الرسمية والجامعات والمجتمع. ليس التفوق ضربة حظ ولا نجاح 100% في الشهادات الرسميّة، بل هو تفوق معظم طلاب الصف من الروضات إلى الجامعات إلى الحياة في المجتمع.

ووجه نصيحة للمتعلمين والمعلمين والأهل، اعملوا لإتقان ما تدرسون وما تريدون أن يكون.

رونا قبيسي: التربية البيئية هي الأصل

بلغت رونا حسن قبيسي أول مرتبة تفوق وهي في الصف الرابع ابتدائي عندها لم تعد ترضى ان تحصل على اقل منها في رحلتها المدرسية التي أنهتها هذا العام محققة المرتبة الأولى على مستوى محافظة النبطية والسادسة على صعيد لبنان في شهادة علوم الحياة. بعدما كانت تحقق المرتبة الأولى دائما على صعيد المدرسة الإنجيلية الوطنية في النبطية التي نهلت منها علومها في المراحل كافة. والتفوق لا يتحقق بين ليلة وضحاها في رأي "رونا" فالجهد المطلوب يبدأ منذ الولادة.

وتروي رونا رحلتها مع التفوق والتي بدأت منذ الصف الرابع أساسي عندما نالت الدرجة الأولى في صفها حينها شعرت بذهول ولم تقبل أي مرتبة أخرى منذ ذلك الحين. «وقد توجت هذا التفوق بنيلي المرتبة الأولى على صعيد المحافظة هذه السنة في علوم الحياة».

وتعتبر رونا أن العامل الأساسي لتفوق أي طالب هو التربية العائلية، وكل العوامل الأخرى تبقى ثانوية فليس حب الاطلاع سوى رغبة يزرعها الأهل في أولادهم.

وترد تراجع المستوى المدرسي عند أي طالب الى الأهل وليس الى الطلاب وحدهم لان الذي يزرع منذ البداية هم الأهل من خلال متابعتهم ورعايتهم لأولادهم في مرحلة التأسيس وهي المرحلة الأهم في حياة الطالب التعليمية.

التركيز والثقة

وعن الخطوات المهمة التي يجب ان يتبعها الطالب لنيل العلامة الأعلى في الامتحان هي التركيز التام وقت الامتحان، لأن التوتر وحده من شأنه منع الطالب من تقديم ما عنده أما الثقة والتركيز فهما يضمنان نصف العلامة تقريبا و النصف الآخر يعتمد على التحضير المنزلي.

وبالنسبة للمستقبل، تتمنى رونا قبيسي أن يكون التفوق مفتاحا لتحقيق حلمها بأن تصبح مهندسة معمارية على الرغم من الصعوبات المالية التي نواجهها وتشير الى ان تحقيق رغبتها في الاختصاص الجامعي كان ليكون مستحيلا في حال النجاح العادي وهي تراه ممكنا اليوم بعد تفوقها لأنها قد تحصل على منحة تساعد ولي أمرها في متابعة دراستها.

وختمت رونا قبيسي كلامها برسالة الى كل طالب وطالبة بالقول أن النجاح أمر عادي في هذا العصر، أي عصر التفوق، لذلك إسعوا إلى التميز لأنه شعور يستحق كل التعب المطلوب.


تعليقات: