بلدية الخيام أكبر بلدات الجنوب.. طموحات كبيرة وميزانية ضعيفة

الحاج علي عواضة
الحاج علي عواضة


- الحاج علي عواضة : مشاريعنا مشلولة بسبب خفض ميزانية البلديات..

- معظم أبنائها في قطاعي الأمن والتعليم ومواردها الزراعية تخفّ تدريجاً..

الخيام بلدة سياحية حسب قرار وزاري. لكن الواقع لا يوحي بذلك. وهناك أكثر من مشروع أعدّته البلدية في مجالات البنى التحتية والمجاري الصحيّة والتخطيط المدنيين، لكن قصر ذات اليد يحول دون التنفيذ. وتعيد البلدية ذلك إلى سببين: تخفيض وزارة الداخلية لميزانية البلدية، وعدم اهتمام الدولة بالطرقات الموصلة إلى البلدة وتأهيلها كما يجب.

فوق تلّة تعلو حوالى الـ750 متراً عن سطح البحر تتربع بلدة الخيام، وتبعد مئة كيلو متر عن العاصمة بيروت. وتعتبر الخيام أكبر بلدة في قضاء مرجعيون ومن أكبر البلدات في الجنوب اللبناني عموماً من حيث المساحة، ويبلغ عدد سكانها حوالى 35000 نسمة بين مقيم ونازح ومهاجر وهذا ما يجعل هناك تفاوتاً سكانياً كبيراً بين فصل الشتاء وموسم الاصطياف فيصل عدد السكان إلى الثلاثين ألف نسمة بينما لا يتعدى الـ10،000 نسمة في باقي فصول السنة ويشغل السكان الوظائف الرسمية (سلك الجيش، قوى الأمن) ويشكل الانتساب إلى حقل التربية ظاهرة مميزة للمجتمع الخيامي.

بلدية الخيام (18 عضواً) وهي فاعلة حسب آراء الذين التقيناهم، بالإضافة إلى وجود ثمانية مخاتير موزّعين على الأحياء الأربعة التي تتألف منها البلدة.

وتحوي الخيام مدرستين رسميتين، تكميلية "مدرسة البركة" وثانوية. بالإضافة إلى مهنية الخيام الرسمية والمدرسة الزراعية. ومن المدارس الخاصة "مدرسة عيسى ابن مريم" التابعة لجمعية المبرات الخيرية و"مدرسة الليسيه دي لا فينيس" اللتين دمرتا جرّاء عدوان تموز 2006. وستكونان جاهزتين ابتداء من العام الدراسي الحالي 2008-2009 لاستقبال التلاميذ.

زراعية بامتياز

تعتبر الخيام بلدة زراعية بامتياز وهي محاطة بسهل "الوطَى" من الشرق و"سهل الخيام" الشهير بسهل مرجعيون من الغرب. وتشتهر بزراعة الزيتون وكافة أنواع الخضار والحبوب. ومما يسهل عملية الزراعة كثرة الينابيع والعيون في البلدة وأشهرها: نبع الدردارة الذي يروي معظم أراضي سهل الخيام. إضافة إلى ينابيع وعيون: الرقيقة، الباردة، عين بو منصور، المسيل.. وغيرها.

بعد حرب 2006

في الخيام أماكن سياحية متعددة منها "معتقل الخيام" الذي عملت إسرائيل على محو معظم ملامحه في عدوانها. ويشكّل نبع الدردارة ومستشفى الجيش الفرنسي الآثاري وغيرهما معالم سياحيّة بحاجة إلى إعادة تأهيل. جمال موقع البلدة وسحر الطبيعة التي تحيط بها يُميزانها بمناخ داخلي جبلي بارد شتاء ومعتدل صيفاً. وهو ما جعل السياحة تصنّفها "بلدة سياحية".

نالت الخيام نصيباً وافراً من اعتداءات تموز 2006. ومن حسن حظّها أنها من ضمن البلدات التي أعادت إعمارها دولة قطر الشقيقة. وكانت مؤسسة "جهاد البناء" عملت بالتعاون مع المجلس البلدي على مساعدة وإيواء من تهدّمت بيوتهم وتضرّرت..

مهرجانات... ومشكلات

يقول عضو البلدية وأمين سرّها الحاج علي عواضة إن معظم النشاطات التي تقام في الخيام تقتصر على بعض المهرجانات الرياضية التي تقام خصوصاً في فصل الصيف في دورات لكرة القدم أو الجري والسباحة وإقامة بعض المخيّمات الصيفية. أضف إلى ذلك بعض الاحتفالات والندوات لجمعيات أهلية في مناسبات مختلفة".

وعن المشاكل التي يعاني منها الخياميون يقول الحاج علي إن أولى هذه المشاكل تتعلق بالصرف الصحي حيث لا زالت الخيام كمعظم بلدات الجنوب تعتمد نظام "الحُفر" تحت المنازل، وهو ما يتسبب بالتلوث البيئي. ويضيف: تعاني البلدة مشكلة الطرقات وصعوبة الوصول إلى البلدة حيث أن طريق الليطاني أو الخردلي ضيّق ورديء ولا يزال على حاله منذ أيام الأتراك.

ويضيف عواضة: الكهرباء أصبحت اليوم أفضل نسبياً بسبب بعض الاعتصامات والاحتجاجات التي قام بها الأهالي. مع باقي البلدات المجاورة، التي خضعت مثلها "لنظام التقنين".

رداءة الاتصالات والموازنة

ويرى عواضة أن من المشكلات التي ظهرت حديثاً رداءة الاتصالات الخلويّة فهناك تشويش على الخطوط الذي يتسبب بأضرار كبيرة في مصالح الناس في الجنوب عموماً. ولهذه الغاية التقينا مدير عام وزارة الاتصالات عبد المنعم يوسف ولكن لم يطرأ أي تحسّن على الموضوع. فكل فريق يلقي باللوم على الفريق الآخر من شركة الاتصالات إلى وزارة الاتصالات إلى قوات اليونيفيل والتي يقال أنها هي التي تشوش على الاتصالات بعد التفجير الذي استهدفها في سهل الخيام.

ويعتبر عواضة أن وضع البلدية اليوم ليس على ما يُرام... خصوصاً بعد أن خفّضت وزارة الداخلية والبلديات ميزانية البلدية بحدود الثلث. ويضيف: أن هناك عدة مشاريع قامت البلدية بدراستها، بعضها نفّذ كحديقة الأطفال، بمساعدة الـUNDP، وكذلك خزان مياه البلدة الذي أعيد بناؤه بعد عدوان تموز 2006. من قبل اليابان وعدة مشاريع صغيرة أخرى. وختم عواضة: هناك مشاريع ما زالت موجودة في أدراج المكاتب وهي تنتظر من يموّل تنفيذها. وهذا من العوائق البارزة التي تحول دون عمليات التنفيذ. ومن أبرزها، استكمال تسويات التنظيم المديني للبلدة، إضافة إلى شبكة صحيّة متطوّرة تحفظ المياه الجوفيّة من الملوثات البيئوية، والجور الصحيّة.

الخيام أكبر بلدات الجنوب الزراعية كيف تحمي مياهها؟
الخيام أكبر بلدات الجنوب الزراعية كيف تحمي مياهها؟


تعليقات: