هيفاء نصّار: شوق العودة إلى الخيام

الكاتبة هيفاء نصّار: كل أوجاع الجنوب في الخيام
الكاتبة هيفاء نصّار: كل أوجاع الجنوب في الخيام


لعلي لا أخطئ الكلام اليوم بالحديث حين اقول اننا سنهبط اليوم من جبل الشيخ إلى سهول مدينة رحبة اسمها الخيام.

حكاية تستحق التأمل بقدر ما تستحق السرد.

عندما تعبر المدن والسهول، تشاهد نبض العوالم وتوشح الندى الذي يمتزج بالخطوط. عندما تعبر المدائن والقرى والجبال في الجنوب، تحلم بالحكاية المتوهجة خلف الجبال بعد كل إشراقة شمس. تبحث عن شوقك الى روعة الأشخاص وصبرهم في المكان.

تعلم كيف يتم عناق المسافات ومداخل الضياء ولقاء الأحبة في رحلة الوجع. تتعرف إلى شخصيات معذبة تعيش وترتبط بجذورها حتى الموت أو الشهادة. كأنك في تلك المسافات تعبر ممرا ينقلك من زمن الى آخر. في مناطق وقرى جعلت من فنونها وأعمالها واوجاعها اليومية تتحاور.

تلك المدينة التي تطورت حرفها وحكاياتها وعاداتها وكل أوجاعها بقرب الجبل.

لا نستطيع الفصل بين كل الصفات لأنها تتمازج معا في شخصية واحدة حين ترى ألوان الخيام ووجع الجنوب في آن.

لفحتني رطوبة الخيام وحرارة صيفها وانا احاول الهروب من الزمان المحدود إلى الزمن اللامتناهي، ومن الوطن الصغير إلى الوطن الأرحب. وانا اعلم كيف يتم عناق المسافات ومداخل الضياء ولقاء الاحبة في رحلة الوجع. وكل أوجاع الجنوب في الخيام.

لعلي اليوم لا أخطئ الكلام عن مدينة رحبة في حكاية الوجع التي تستحق التأمل وتستحق السرد وقراءة السلام.

* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في 17 أيار، 2024

تعليقات: