إسرائيل تستهدف المصارع السوري سامي زين: داعم للفلسطينيين


أصبح المصارع الشهير سامي زين، شغل إسرائيل الشاغل مؤخراً، لدرجة شنها حملة مكثفة ضد المصارع الكندي من أصول سورية خلال الأشهر السبعة الأخيرة، على خلفية مناهضته للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق الفلسطينيين، خصوصاً في قطاع غزة.

وبرزت الحملة بمواظبة صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على النشر بشأن سامي زين، أكثر من مرة في غضون أسابيع، في محاولة بث رسالة ترهيب وتهديد له، مفادها: "إننا نراقبك، ونرصد ما تكتب وتشارك من منشورات في السوشال ميديا".

ونشرت الصحيفة ذلك في مقال مؤخراً بعنوان "مصارع مؤيد للفلسطينيين يصعد حملته المناهضة لإسرائيل". وكان هدف "إسرائيل اليوم" من مقالها القصير أن توثق كل حركة على حسابات سامي زين في مواقع التواصل الاجتماعي، وتضخيمها، مروراً بوسمها بتهمة "معاداة السامية"، في محاولة للتأثير في مستقبله في مجال المصارعة، والدعوة إلى طرده من المنافسات العالمية، وهي غاية أشارت إليها الصحف العبرية في مقالات سابقة.

وقالت "إسرائيل اليوم" أن المصارع البارز في WWE رامي سبعي، والمعروف مهنياً باسم سامي زين، صعّد انتقاداته لإسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ورغم مزاعم ماكينة الدعاية الإسرائيلية بشأن علمها أن سامي زين معروف "سابقاً" بالتعبير عن وجهات نظر مؤيدة للفلسطينيين، لكن قراءة مقالات "إسرائيل اليوم" تعطي انطباعاً بأن ما يستفز تل أبيب منه هو تكثيف حملته ضده بشكل أكبر في الأشهر الأخيرة. ما دفع الصحيفة العبرية إلى محاولة خلط الأوراق، بالزعم أنه بدأ بالتحرك "بشكل علني" نحو "معاداة السامية"، وهو اتهام توجهه إسرائيل ضد كل مَن يُدينها كقوة احتلال، ويشجب اعتداءاتها على الفلسطينيين، خصوصاً إذا كان من المشاهير.

ومن المنظور الإسرائيلي، يمتلك سامي زين قدرة التأثير في معجبيه، لدرجة قد تدفعهم إلى تبني الموقف المعادي لها، أسوة به.

ولدعم الاتهامات الإسرائيلية ضد سامي زين، استند مقال "إسرائيل اليوم" إلى "تحقيق" أجرته مجلة "الجيمانيز" الأميركية، وهي مجلة تصدر في نيويورك ومتخصصة في الشأن اليهودي، جاء فيه أن المجلة "تعمقت في خطورة" نشاط سامي زين عبر السوشال ميديا.

واللافت أن الصحيفة الإسرائيلية، ومعها المجلة الأميركية المذكورة، أدرجتا متابعة زين وإعجابه في كثير من الأحيان بحسابات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي في سياق "نشاط زين الخطير"، رغم أن هذا النشاط لم يتضمن أصلاً منشورات بادر زين إلى كتابتها، بما في ذلك أن "زين تابع وأعجب بحساب يشبه إسرائيل بمافيا الجريمة المنظمة"، إضافة إلى اتهامها المصارع بـ"دعم كل محتوى رقمي معارض بشدة لوجود إسرائيل".

وضربت مثالاً على ذلك، بالقول أن سامي زين أبدى منتصف نيسان/أبريل الماضي إعجابه بمستخدم قارن شعار "Am Yisrael Chai" بالأيدولوجيات المرتبطة بالإبادة الجماعية، معتبرة أنه كشف عن "موقفه المثير للجدل" لأكثر من عشرين ألف متابع لصفحته.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن تفاعلات زين في مواقع التواصل الاجتماعي شملت أيضاً تأييداً لمنشورات تصف الإسرائيليين بأنهم متعطشون للدماء، إلى جانب إعادة تداول منشورات تحدثت عن قيام القوات الإسرائيلية بإعدام الأطباء في "مستشفى الشفاء" بغزة، واستهداف عائلات فلسطينية بأكملها.

لكن مجلة "الجيمانيز" ذكرت أن حكاية المنشور الخاص بتعطش إسرائيل للدماء يعود إلى العام 2021 عندما شنت إسرائيل حرباً أخرى على القطاع. وانتقد زين حينها، المرشح الرئاسي الأميركي أندرو يانغ، لدفاعه عن إسرائيل وإدانته حركة "حماس". واعتبرت المجلة أن زين وضع دفاع يانغ جنباً إلى جنب مع تداعيات الهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل فلسطينيين.

ولم تُخفِ صحيفة "إسرائيل اليوم"، الغاية الضمنية من وراء توقيت مزاعمها ضد سامي زين، وأيضاً تحقيق المجلة الأميركية، حيث يتزامن توقيت النشر قبيل حدث المصارعة السنوي الأكبر في اتحاد "WWE" بعنوان "ريستليمانيا 40".

ونوهت المجلة الأميركية إلى أن المديرين التنفيذيين في اتحاد المصارعة رفضا التعليق على ما وصفتها بـ"حملة زين ضد إسرائيل"، أو تسهيل إجراء مقابلة مباشرة مع سامي زين نفسه، لكن الإعلام العبري أثار تساؤلات انتهازية بشأن ما إذا كان المصارع سيستخدم فعالية المصارعة المرتقبة كمنصة لمواصلة نشر "أكاذيبه المعادية للسامية"، حسب وصفها.

وتتجلى مخاوف إسرائيل من استثمار الأحداث الرياضية الكبرى في إدانتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وربما شكل ذلك دافعاً آخر للحملة الإسرائيلية الاستباقية ضد سامي زين، في محاولة للضغط أيضاً على منظّمي هذه الفعاليات لعدم السماح بأي انتقاد لإسرائيل.

تعليقات: