عدنان سمور: رسالة من أودولف هتلر إلى العزيزين جو بايدن وبنيامين نتنياهو


ايها العزيزان جو وبيبي.

يؤسفني أنني كنت أعاني منذ اللحظة التي إنتحرت فيها قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية من حالة إكتآب شديدة ، وأنا أحدِّث نفسي في عالم البرزخ الذي أعيش فيه ، منذ قدِمت إليه ، بأني سأكون رفيق إبليس بعد يوم الحساب ، في أسفل السافلين في قعر جهنم وإلأى الأبد ، وفيما أنا غارق في حالة الإكتئاب والتخبط ، وإذ بي أشعر بنسيمات باردات تلامسني في عالم البرزخ ، فنظرت إلى الجهة التي أتت منها تلك النسيمات ، فوجدتها آتية من عالمكما ، عالم الشهادة ، ولا أخفيكما أيها العزيزان ، بأن تلك النسيمات هزَّت كياني ، وأشعرتني بشيء من الإرتياح ، وبعض الأمل ، بعد أن كان قد غمرني اليأس وملأ وجودي ، أنا الذي لم يكن يخطر في بالي إطلاقاً ، أنه بعد ما يزيد على ثمانين عاماً من مغادرتي عالمكما ، أن يحصل مثل هذا التحول في عالم البرزخ الذي أحيا فيه بعد موتي ، ويعاد ترتيب تقييم مواقع أهل البرزخ في برزخهم حتى موقعي أنا حصل فيه تغير وإرتقاء ، بحيث عاد الأمل إلي بالشعور برحمة الإله التي أنا بأمس الحاجة إليها ، وقد حملني الفضول على أن أسأل أحد خزنة عالم البرزخ ، عن سبب التغير الهائل الذي حصل في عالم الشهادة في فترة غيابي عنه ، وكم كان جوابه صادماً لي ، حين قال " أيها الفوهرر ، إن الذي حصل بعد غيابك ، أنه جاء قومٌ إلى عالم الشهادة ، سبقوق في التسافل وإرتكاب الرذائل والجرائم الوحشية ، لدرجة إضطرونا فيها إلى إعادة ترتيب البشر المشورين في عالم البرزخ ، المؤسِّس لعالم ما بعد يوم القامة ، وأضاف خازن عالم البرزخ أنه لم يكن يتوقع هو ولا أحدٌ من زملائه الخزنة ، بأن يأتي بشرٌ إلى الحياة الأرضية ، بهذا المستوى من التفكير والمشاعر ، أو أناسٌ بهذا المستوى من التوحش والعجرفة والغرور ، أناسٌ إدَّعَوا ظلماً وعدواناً ، بأنك أيها الفوهرر أكثر الناس نازية وفاشية وعنصرية وظلماً وقسوة ، وإذ بهم يقيمون مستعمرات ، على جماجم المستضعفين الفسطينيين العزل ، ويبدؤون بإنشاء وطنهم الموعود بالإبادات الجماعية ، بعد أن إدعوا مصادرتهم لقرارات الإله الذي إختارهم من بين شعوب الأرض مخلصين ، وأباح لهم دون سواهم ، التمييز بين الحق والباطل ، وإبادة الشعوب الأصيلة في أرض فلسطين ، وطردها من أرضها ، وهتك أعراضها ، وتشريدها من بلادها ، وقتل وذبح نسائها وأطفالها وشيوخها " .

لذلك وجدت نفسي بعد أن أخبرني خازن البرزخ بعظيم جناياتكم وعدوانكم وغطرستكم وإجرامكم بحق الإنسانية ، ملزماً بكتابة رسالتي هذه إليكم ، لأدعوكما أيها العزيزان جو وبيبي ، وبقية المسؤولين والقادة الأميركيين والغربيين والصهاينة إلى أن نقارن بين أفكاري وأفكاركم وسلوكي وسلوككم ، ونترك للعقلاء من قرَّاء رسالتي إليكما ، أن يحكموا بيننا :

للأمانة التاريخية وللإنصاف ، علي بداية أن أعتراف بأني مذنب ومخطىء ومجرم ، لأني تسببت بقتل الملايين من بني البشر ، وأصدرتُ قراراتٍ تسببت بمظالم وفجائع كبيرة لأعداد هائلة من الناس الأبرياء ، ولكن للأمانة التاريخية وللإنصاف أيضاً ، عليكما أن تعترفا بأنكما لستما أقل سوءاً وقبحاً وتوحُّشاً وإجراماً مني ، ومن الذين تحالفت معهم في الحرب العالمية الثانية ، كيف لا وأنتم الذين طالما تشدَّقتم بأنكم حماة حرية وحقوق الإنسان في هذا العالم ، وأنكم أنتم حماة الحضارة الإنسانية من النازية والفاشية والديكتاتورية والتخلف والجهل ، وأنتم الذين ستحققون للإنسان أحلامه الوردية التي حلم بها منذ وجد على وجه هذه البسيطة ، لدرجة كِدتم فيها أن تُقنِعوا العالم بهذه الشعارات الجوفاء ، الخالية من أي معنى حقيقي قابل للتحقق ، نتيجة نفاقكم الإعلامي الذي فاق نفاق عزيزي جوزيف غوبلز ، صاحب الشعار الذي ثبت غباؤه وفشله ، وهو "إكذب ، إكذب ، حتى يصدقك الناس" ولكنكم أيها المنتصرون على نازيتنا وفاشيتنا وتوحشنا ، تكررون أخطاءنا وغباءنا وفشلنا وقصر نظرنا ، لدرجة بات معها من يستمع إليكم وإلى هاغاري وأدرعي يترحم علينا وعلى أساليبنا وأساليب غوبلز الحبيب ، في النفاق السياسي والإعلامي .

عزيزاي جو وبيبي ، أشكركما من عمق أعماق عالم البرزخ الذي أعيش فيه برفقة شياطين الإنس ، الذين خلقهم الله منذ فجر التاريخ ، ونحن بغاية الشوق لقدومكما إلينا أيها العزيزان ، لنؤديكما حقكما بالتكريم والتقدير ، لأنكما ورفاقكما في قيادة الأنظمة الليبرالية المتوحشة ، تسببتم بإرتقائنا درجة من قعر جهنم ، وحللتم مكاننا بكل جدارة وإقتدار ، كما تسببتم بإحتلال مكاننا في تصنيف البشر للأشرار من بني جنسنا ، وقمتم بفضح أنظمتكم ودولكم وشعوبكم ، الذين إرتكبوا الجرائم والإبادات الجماعية والإحتلالات الإحلالية والمحارق البشرية ، مع بدايات عصر الإستعمار الذي أدخلتم البشرية فيه ، منذ ما يقارب الخمس مئة عام ، والذي ما زالت البشرية تدفع أثماناً مرهقة له ، نتيجة الفجائع التي تسببتم بها لشعوب أميركا وأستراليا وأفريقيا وآسيا الأصليين .

واسمحا لي أيها العزيزان ، أن أطلب منكما ، أن تشعرا بالخجل ، وأن تتوقفا عن الإستثمار في سرديات محارق الهولوكوست في معتقلات هوتشفيز ، التي صارت تمثل نقطة في بحر محارقكم وإباداتكم الجماعية من هيروشيما وناكازاكي ، إلى غوانتانامو ، إلى العراق ، إلى فيتنام ، إلى أفغانستان ، إلى ليبيا ، إلى اليمن ، إلى سوريا ، إلى فلسطين التي إرتكبتم بحق شعبها ، أفضع الجرائم بحق الإنسانية ، وما زلتم ترتكبون أعظم عمليات الإبادة لشعب أعزل ، مستضعف ، محاصر ، تمكَّن بلحمه الحي زإرادته الأسطورية ، أن يواجه ترسانتكم المتوحشة ، وان يصمد في وجهها ، محوِّلاً تجربة صمود شعب ومقاومة غزة ، إلى نموذجٍ راقٍ ومشرِّف لطلاب الحرية في العالم ، نموذج فاق تجربة صمود ومقاومة السوفييت في ستالينغراد في الحرب العالمية الثانية ، لذلك أنصحكما أيها العزيزان بالإنتحار كما فعلت أنا ، عندما أيقنت فشل رهاناتي الخائبة ، وإلا فإنكما ستواجهان مصير عزيزي بنيتو موسوليني ، الذي ظل متمسكاً بكرسيه حتى أعدمه شعبه شنقاً بأقدامه ، في الساحة التي طالما خطب فيها ، واعداً شعبه بأنه هو الذي سيعيد لهم مجد الإمبراطورية الرومانية التليدة .

عزيزاي جو وبيبي ، لن أقول لكما وداعاً ، بل أقول من كل قلبي " إلى اللقاء".

ع.إ.س.

باحث عن الحقيقة.

19/05/2024

تعليقات: