القصف الفوسفوريّ يقضي على موسم الصنوبر في كفرحمام (أحمد منتش)
شكلت منطقة #العرقوب والتي تضمّ #شبعا، #كفرشوبا، #كفرحمام، راشيا الفخار، الهبارية، الماري والفرديس، طوال عقود سابقة، عنواناً للصمود ودعم المقاومة الفلسطينية، ولا تزال تشكّل اليوم عنواناً مماثلاً داعماً لـ"المقاومة الإسلامية" في مواجهة العدو الإسرائيلي واعتداءاته المتواصلة.
ومنذ عدوان حزيران 1967 واحتلال هضبة الجولان السورية وتالياً مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، أقام فيها الجيش الإسرائيلي العديد من المواقع والثكنات العسكرية الضخمة المحاذية والمطلّة على سائر قرى العرقوب وحاصبيا وصولاً إلى بعض قرى قضاء مرجعيون، ما حوّل طبيعة المنطقة التي تتداخل فيها الأودية والهضاب والتلال والجبال المغطاة بالأشجار البرية والمثمرة، مساحة مفتوحة للعمل الفدائيّ الفلسطينيّ واللبنانيّ (1965 – 1982) أطلق عليها اسم " فتح لاند" نسبة إلى أكبر الفصائل الفلسطينية حركة "فتح".
وبعد ترحيل مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، في أعقاب اجتياح بيروت عام 1982، وتالياً انسحاب القوات الإسرائيلية من العاصمة بيروت، تصدّرت حركة "أمل" و"#حزب الله" عبر ذراعه العسكريّ "المقاومة الإسلامية" العمل المقاوم في مواجهة القوات الإسرائيلية، وصولاً إلى "الحزام الأمنيّ" الذي سقط عام 2000 بتحرير الجنوب.
ومنذ اشتعال جبهة الجنوب، في 8 تشرين الأول الفائت على خلفية عملية "طوفان الأقصى"، يخوض "حزب الله " أعنف المواجهات وعمليات تبادل القصف المدفعي والصاروخي مع الجيش الإسرائيلي، في منطقة العرقوب كما في معظم قرى المنطقة الحدودية وبلداتها تحت شعار "دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية حتى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة".
عمليات المقاومة الموجعة وشبه اليومية على كلّ المواقع والمراكز والثكنات العسكرية الإسرائيلية، ولاسيّما منها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، تترافق مع اعتداءات إسرائيلية عنيفة تتمثّل بقصف صاروخي ومدفعي من الجوّ والبرّ يستهدف البشر والحجر والشجر، وغالبية القذائف الإسرائيلية هي من النوع الفوسفوري الذي يتسبّب باشتعال الحرائق، ويتركّز بشكل خاصّ على أحراج بلدة كفرحمام التي تتصدّر قرى العرقوب في إنتاج ثمار الصنوبر إلى جانب كروم الزيتون.
ومثلما لم يتمكّن أهالي كفرحمام من جني محصول موسم الزيتون، لم يتمكنوا اليوم من قطاف موسم الصنوبر، علماً أنّ أشجار الصنوبر تغطي معظم مساحة أراضي البلدة، وتنتشر حول المنازل وفي الاحياء السكنية.
ويقول عبده خليفة الذي اعتاد مع شريكه استثمار مساحات من أشجار الصنوبر، "أنّ حوالى 700 دونم من أراضي كفرحمام مكسوّة بأشجار الصنوبر، وأنّ موسم قطافها ذهب هباء منثوراً"، لافتاً إلى "أنّ قسماً من أشجار الصنوبر تشرف عليه وزارة الزراعة، فيما تشرف بلدية كفرحمام والوقف على قسم آخر، إضافة الى قسم خاص يعود إلى مالكيه من الأهالي".
ويشير إلى أنّ الكمية الضئيلة التي تمكّن من قطافها، كانت من أشجار صنوبر تقع قرب الأحياء السكنية، على رغم أنّ الطيران الحربي الإسرائيلي دمّر أخيراً منزلاً من طابقين قبالة منزله، ومع ذلك لا يزال مصرّاً على الصمود في منزله مع زوجته وأولادهما ومواصلة عمله، متمنياً على المسؤولين "تعويضه الخسائر التي لحقت به نتيجة عدم تمكّنه من قطاف معظم موسم الصنوبر".
من جهته، تعرّض منزل أمين صندوق بلدية كفرحمام حسيب عبد الحميد، والناشط في المجتمع الأهلي، لأضرار جسيمة جرّاء القصف الإسرائيلي. ويؤكد لـ"النهار" أنّ كفرحمام تتعرّض يومياً للقصف الصاروخي والمدفعي، ومعظم القذائف التي تتركز على حرج الصنوبر هي من نوع الفوسفوري، وأنّ الهدف من القصف على الأحياء السكنية إجبار الأهالي على النزوح والضغط على المقاومة، غير أنّ أهالي البلدة كما سائر قرى العرقوب، متمسّكون بأرضهم ومساندتهم للمقاومة ولقضية الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة، وهذا النهج تربّينا عليه وورثناه عن الآباء والاجداد".
وجالت "النهار" في البلدة الصامدة، وعاينت آثار القصف الفوسفوريّ الذي استهدف أحراج الصنوبر المثمرة التي تضاهي أحراج بلدة بكاسين في قضاء جزين.
تعليقات: