هيفاء نصّار: في الذكرى الثامنة عشر لاحتجاب أبي

المرحوم الحاج أبو علي حسين نصّار
المرحوم الحاج أبو علي حسين نصّار


إلى أبي تكتب الكلمات بلهفة لم تنضب منذ ما يقرب من الثمانية عشر عاما.

لقد كان أبي أشد إصرارا من الجميع ان يقرأ كتاباتي على مسرح الحياة.

إذا خبرته، سحرك لطفه وأعجبك تواضعه ولفت إنتباهك رقة وطيبة قلبه.

كان إيمانه عميقا بأن ثمة قرى ومنها الخيام يعود إليها المرء دائما وابدا.

في الذكرى الثامنة عشر لإحتجابك عن البصر يستمر وجودك وتجذرك في القلب والفكر والروح.

وتستمر ذكراك العطرة لدى كل من عرفك وبادلك المودة بالمودة.

فسلام لمن عكس الجمال رغم إرهاقه من الداخل.

وسلام لمن نشر الكلام الطيب رغم امتلاء قلبه بالهموم وحرص على مشاعر الآخرين ولم يجعل ظروفه مبرر ليجرح أي أحد.

سلام لمن قدم الورود لمن حوله رغم جراح الأشواك.

وسلام لمن جعل الدنيا ربيعا من حوله رغم ان الخريف ملأ قلبه.

في ذكراك يا ابي تكتب الكلمات بلهفة لم تنضب منذ ما يقرب من الثمانية عشر عاما.

وفي ذكراك ها هو المشهد الذي احببت قد اشتد عوده فلم يعد هناك رقاب منحنية تحت الأثقال وسواعد موثقة بالسلاسل وركب حانية أمام اصنام!

وها هو الوطن الذي أحببت يا أبي فغادرته بجسدك ولم تغادره بروحك عصي عصي على الانحناء.

* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في 31 أيار، 2024

تعليقات: