يعد الاختلاف في الرأي نتيجة طبيعية ترجع إلى اختلاف العقول واختلاف طرق التفكير ، ولكن الأمر غير الطبيعي أن يكون الاختلاف في البلد الواحد بوابة الخصومات والخلافات ومفتاحا للعداوات.
والاختلاف في الرؤى والآراء في البلد الواحد جزء طبيعي من التفاعل البشري، ولا يخفى أنه يساهم في إثراء وتوسيع رقعة آفاق التفكير والعلم والمعرفة عند البشر.
فلكل منا وجهة نظر ورأي أو انطباع شخصي حول موضوع مطروح او تلك الحالة أو المسألة التي تناقش. وجهة نظر قد تطابق ويتفق مع الآخرين أو قد يختلف معهم.
أما في لبنان فبمجرد الاختلاف في الرأي نجد أن الخلاف اتخذ شكلا آخر ومنحنى آخر ابتعد عن الموضوعية الى الشخصنة، لا بل تحول الى محاولة إقصاء الآخر عن طريق إهانته وقطيعته وكراهيته. وتتحول الحالة إلى نوع من الانقسام الحاد والاستقطاب المرضي. ويصبح مجتمع الفرد البالغ قوافل ردود على كل ما يتحرك لمجرد الخلاف في الرأي، وتتحول النخب الى نخب منزوعة الضمير. ويتحول اختلاف الرأي الى عراك كلامي مشحون بالانفعال الذي يقود إلى الإحباط والتشنج، عن طريق النقد اللاذع أو التهجم على صاحب الرسالة والحط من وجهات نظره وتسفيه أقواله وجرح مشاعره وخدش اعتباره. وتعلو المقولة اننا يجب ان نسحق الجميع حتى لا يبقى غير صوتنا الوحيد.
أن تجاوز الاختلاف في البلد الواحد مطلوب كمادة طبيعية تجعل من الاختلاف جسر من التواصل وليس للعداء خصوصا على مستوى الوطن والبلد الواحد. هناك رابط اشمل يربطنا دائما هو الرابط الانساني. فهل نجعل من هذا الرابط الانساني جسر تكامل وتواصل في البلد الواحد…..
* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا
الواقع في 1 حزيران، 2024
تعليقات: